كييف وموسكو توافقان على وقف الأعمال العدائية في البحر الأسود

أربيل (كوردستان 24)- قبلت روسيا وأوكرانيا الثلاثاء وقف الأعمال العدائية في البحر الأسود، بحسب ما أعلنت واشنطن التي أعربت عن استعدادها مساعدة موسكو على معاودة تصدير منتجاتها الزراعية وأسمدتها إلى الأسواق العالمية.
ووافق كلّ من البلدين على "ضمان أمن الملاحة في البحر الأسود وعدم اللجوء إلى القوّة وتفادي استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية"، وفق ما جاء في بيانين منفصلين للبيت الأبيض عن المحادثات الأخيرة التي جرت في السعودية بوساطة أميركية.
وتعهّدت كييف "تطبيق" إعلانات واشنطن التي وصفها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"التدابير الحميدة".
وتمّ الاتفاق على إشراك "أطراف ثالثة" في الإشراف على الهدنة، وهي خطوة أشادت بها روسيا من جانبها.
وفي ما يخصّ أوكرانيا، التزمت الولايات المتحدة "دعم الجهود الرامية إلى تبادل الأسرى وتحرير المدنيين وإعادة الأطفال الأوكرانيين ضحايا التهجير القسري".
وبات في إمكان روسيا الاتّكال على الولايات المتحدة بغية "إعادة نفاذ الصادرات الروسية للمنتجات الزراعية والأسمدة إلى السوق العالمية والحدّ من كلفة التأمين البحري وتحسين الوصول إلى الموانئ وأنظمة الدفع المرتبطة بهذه الصفقات"، تلبية لأحد أبرز الشروط التي وضعتها موسكو بعد العقوبات الشديدة المفروضة عليها إثر غزوها أوكرانيا.
غير أن الرئيس الأوكراني ندّد في مؤتمر صحافي بهذه التدابير معتبرا أن من شأنها إضعاف العقوبات. وهو قال إنها "لم تكن ضمن جدول أعمالنا وقد أثارها الطرف الأميركي" خلال المفاوضات في الرياض.
وحذّر الكرملين من جهته في بيان من أن الاتفاقات المتعلّقة بهدنة في البحر الأسود لن تدخل حيّز التنفيذ إلا بعد رفع القيود الغربية على صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.
وهو أفاد أيضا بأن الولايات المتحدة وروسيا تعملان على "إعداد إجراءات" لإتاحة تطبيق هدنة من 30 يوما بشأن قصف منشآت الطاقة في روسيا وأوكرانيا.
وقال الكرملين الثلاثاء إن الهدنة لوقف الضربات على منشآت الطاقة في روسيا وأوكرانيا التي تم بحثها مع الولايات المتحدة، تشمل محطات الطاقة وخطوط الأنابيب والمصافي.
وحذّر في بيان إنه "في حال انتهاك أحد الطرفين وقف إطلاق النار، فإن الطرف الآخر قد يعتبر نفسه في حلّ من الالتزام باحترامه".
- "تفاصيل" -
ودعا وزير الدفاع الروسي رستم عمروف إلى تنظيم "مشاورات تقنية إضافية" للبتّ في "تفاصيل" الاتفاقات التي أعلنها البيت الأبيض.
وهو نبّه إلى أن "أيّ حركة" لسفن حربية روسية في البحر الأسود قبالة أوكرانيا من شأنها أن تشكّل "خرقا" لاتفاق وقف الأعمال العدائية.
وبين تموز/يوليو 2022 وتموز/يوليو 2023، سمح اتفاق أبرم برعاية تركيا والأمم المتحدة، لأوكرانيا بتصدير منتجاتها من الحبوب التي يعتمد عليها العديد من دول العالم، رغم وجود الأسطول الروسي في المنطقة.
وانتهى اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود عندما انسحبت منه روسيا متهمة الغرب بعدم احترام التزاماته بتخفيف العقوبات على الصادرات الروسية.
وأنشأت أوكرانيا ممرا بحريا لتصدير منتجاتها بأمان منذ عام 2023، لكن الهجمات الروسية لم تتوقف على ميناء أوديسا وعلى سفنها.
- "بعيدون عن تسوية" -
تتّهم كييف روسيا بالمماطلة للاستفادة من تقدم قواتها على الجبهة.
وخلال المباحثات في الرياض، ما انفكت الولايات المتحدة تؤكّد أن "الرئيس دونالد ترامب يصرّ على وضع حدّ للأعمال القتالية من الطرفين".
وقال أحد المفاوضين الروس، السناتور غريغوري كاراسين، لوكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" الثلاثاء "تباحثنا في كل شيء، كان حوارا مكثفا وليس سهلا لكنه مفيد لنا وللأميركيين".
وصرّح كاراسين الذي مثل روسيا إلى جانب سيرغي بيسيدا من جهاز الأمن الفدرالي الروسي "ناقشنا العديد من القضايا... بطبيعة الحال ما زلنا بعيدين عن تسوية كل شيء والاتفاق على كل النقاط، لكني أرى أن هذا الحوار يجري في الوقت المناسب".
وعقد اجتماع جديد بين الأوكرانيين والأميركيين صباح الثلاثاء في الرياض.
ومنذ انطلاق هذه المحادثات التي تتولى واشنطن تيسيرها الأحد، لم تؤد الاتصالات المكوكية الأميركية بين الطرفين إلى الإعلان عن هدنة شاملة.
- معارك متواصلة -
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغط على كييف وحصل على موافقتها مبدئيا على وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوما، خلال اجتماع سابق في جدة.
لكن فلاديمير بوتين، وإن كان حريصا على عدم إغضاب نظيره الأميركي، فقد قدم الكثير من المطالب وقال إنه يريد أن تقتصر الهدنة على الضربات الموجهة إلى منشآت الطاقة.
ويؤكد ترامب أنه يسعى إلى إنهاء الحرب ولكن تقاربه مع فلاديمير بوتين أعاد خلط أوراق النزاع الذي اندلع بسبب غزو روسيا لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وأبدى ترامب الذي ردد طروحات روسيا بشأن أوكرانيا التي يمارس عليها ضغوطا كبيرة، تساهلا حتى الآن مع روسيا، على الرغم من أنه أثار إمكان فرض عقوبات جديدة عليها في الأسابيع الأخيرة.
ولا يبدو أن بوتين الذي يتقدم جيشه على الأرض رغم خسائره الفادحة، في عجلة من أمره لإبرام اتفاق، خصوصا وأن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على أراض في منطقة كورسك الروسية.
ورغم مباحثات السعودية، تستمر الهجمات والمعارك. وأدت ضربات روسيا الإثنين إلى إصابة 101 شخص بجروح، بينهم 23 طفلا، في مدينة سومي في شمال شرق أوكرانيا، وفقا لسلطات المدينة.
كذلك، قُتل مراسل ومصور وسائق يعملون لدى وسائل إعلام روسية في شرق أوكرانيا.
وأعلن الجيش الروسي عن الاستيلاء على بلدتين واحدة في الجنوب والأخرى في الشرق.
AFP