فرنسا تحذّر من "مواجهة عسكرية" مع إيران في حال فشل المفاوضات بشأن برنامجها النووي

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو

أربيل (كوردستان 24)- حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الأربعاء من أنّ "مواجهة عسكرية" مع إيران ستكون "شبه حتمية" إذا فشلت المفاوضات بشأن برنامجها النووي.

وقال بارو خلال جلسة استماع أمام الجمعية الوطنية "في حال الفشل، فإنّ مواجهة عسكرية تبدو شبه حتمية، الأمر الذي ستكون له تكلفة باهظة تتمثل في زعزعة الاستقرار في المنطقة بشكل خطير"، وذلك بعد أيام على توعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"قصف" إيران إذا واصلت تطوير برنامجها النووي.

وتتزايد المخاوف مع وصول المحادثات بشأن برنامج إيران النووي إلى طريق مسدود.

والأربعاء، عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعاً لمجلس الدفاع بشأن إيران، بينما تواجه طهران مجموعة تحديات وأزمات استراتيجية في الشرق الأوسط.

وقال بارو "بعد مرور عشرة أعوام على التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، ما زالت على حالها ثقتنا وقناعتنا"، مضيفاً: "يجب ألا تحوز إيران أبداً سلاحاً نووياً".

وأوضح أنّ "أولويتنا هي التوصل إلى اتفاق يقيّد البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم ويمكن التحقّق منه".

وأقرّ وزير الخارجية الفرنسي بضيق الهامش الزمني، مشدّداً على أنّه "لم يتبقَّ أمامنا سوى أشهر قليلة حتى انتهاء... هذا الاتفاق".

والبرنامج النووي الإيراني في صلب الاهتمامات الدولية وكذلك دعم طهران للحوثيين في اليمن الذين يعرقلون الملاحة في البحر الأحمر.

ومنذ عقود يشتبه الغرب، وفي مقدّمته الولايات المتّحدة، بأنّ إيران تسعى لحيازة سلاح ذرّي، لكنّ طهران تنفي هذه الاتهامات وتقول إنّ برنامجها النووي مخصّص حصراً لأغراض مدنية.

وتوعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الاثنين بتوجيه "ضربة شديدة" إلى من يعتدي على بلاده، بعدما هدّد الرئيس الأمريكي بتوجيه ضربة لإيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق معها بشأن ملفها النووي.

وفي العام 2015، أبرمت إيران والقوى الكبرى (الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة) وألمانيا اتفاقاً ينص على رفع عدد من العقوبات عنها مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

ولكن في العام 2018، سحب ترامب بلاده من الاتفاق النووي، وأعاد فرض عقوبات على إيران.

من ناحية أخرى، ندّد وزير الخارجية الفرنسي بسياسة "رهائن الدولة" في إيران، وأعلن أنّ باريس ستتقدّم "قريباً" بشكوى ضد طهران أمام محكمة العدل الدولية "لانتهاكها الحق في الحماية القنصلية" لمواطنَين فرنسيين ما زالا محتجزَين في إيران.

وقال بارو "سنزيد الضغوط على النظام الإيراني" لإطلاق سراح سيسيل كولر وجاك باري المحتجزَين منذ العام 2022، معلناً فرض عقوبات أوروبية "إضافية على المسؤولين الإيرانيين عن سياسة رهائن الدولة... في الأيام المقبلة".

وأوقفت سيسيل كولر مع شريك حياتها جاك باري في أيار/مايو 2022 في إيران، ووجّه إليهما القضاء الإيراني تهمة "التجسس". وهما معتقلان في سجن إيوين في طهران.

وفي أيلول/سبتمبر، أعلن القضاء الإيراني انتهاء التحقيق في ملفهما، ما يمهّد الطريق أمام محاكمة محتملة.

وتستنكر عائلة كولر ظروف احتجازها وتعذّر التواصل معها بشكل منتظم.

وقال بارو "في مواجهة الانتهاكات غير المقبولة لحق مواطنينا في الحماية القنصلية، وهي مجرّد جانب من الظروف القاسية لاحتجازهما، أُعلن أمامكم أننا سنرفع قريباً شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية لانتهاكها الحق في الحماية القنصلية".


المصدر: أ ف ب 

 
 
Fly Erbil Advertisment