نزوح جديد من رفح تحت وطأة القصف الإسرائيلي
تقرير.. بهاء الطوباسي .. مراسل كوردستان24
أربيل (كوردستان24)- تعيش مدينة رفح جنوبي قطاع غزة موجة نزوح جديدة مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث وجه الجيش الإسرائيلي تحذيرات مباشرة للسكان بضرورة إخلاء منازلهم، استعدادًا لجولة جديدة من القصف والهجمات. هذا التحذير دفع آلاف العائلات الفلسطينية إلى رحلة نزوح قسرية بحثًا عن ملجأ آمن، وسط ظروف إنسانية متدهورة.
منذ ساعات الصباح الأولى، مشاهد النزوح تتكرر في شوارع رفح؛ عائلات تحمل ما تيسر من متاعها، أطفال يسيرون بجوار ذويهم تحت أشعة الشمس الحارقة، وشاحنات محملة بالنازحين تجوب الطرق بحثًا عن مناطق أقل خطورة. البعض لم يجد وسيلة نقل سوى عربات تجرها الحمير، بينما اضطر آخرون إلى السير على الأقدام لساعات طويلة، حاملين حقائب صغيرة تحوي أساسياتهم من الملابس والطعام.
في ظل القصف الإسرائيلي المستمر، تتقلص الخيارات أمام النازحين، إذ لم يعد هناك أماكن كافية لاستقبالهم. مراكز الإيواء في مدارس خانيونس ومحيطها امتلأت بالكامل، فيما لجأت بعض الأسر إلى المناطق الزراعية والمواصي في محاولة للنجاة. المشهد هناك يعكس مأساة إنسانية متفاقمة؛ عائلات تفترش الأرض بلا أدنى مقومات للحياة، فيما يحاول المسنون والأطفال التأقلم مع قسوة النزوح.
على مدار الأشهر الماضية، أصبحت الهجرة القسرية واقعًا يوميًا لسكان قطاع غزة، حيث تتواصل الغارات الجوية والقصف المدفعي دون توقف، لتترك خلفها دمارًا هائلًا ومزيدًا من التشريد. ومع تواصل التصعيد، يبدو أن أهالي غزة أمام مأساة مفتوحة الأفق، حيث لا يجدون سوى خيارين أحلاهما مر: إما البقاء تحت القصف والموت المحتّم أو الرحيل إلى المجهول دون أدنى ضمانات للبقاء.