وفد DEM ينقل مضمون لقاء أردوغان إلى أوجلان: بوادر متجددة لعملية السلام

أربيل (كوردستان 24)- في زيارة تُعد الرابعة من نوعها، يستعد وفد من حزب الشعوب الديمقراطي والمساواة (DEM) للتوجه إلى جزيرة إيمرالي للقاء الزعيم المسجون لحزب العمال الكردستاني (PKK)، عبد الله أوجلان، ونقل مضمون اجتماعاتهم الأخيرة إليه.

وخلال مؤتمر صحفي، أكدت النائبة عن حزب DEM وعضوة وفد إيمرالي، بيرفين بولدان، أن اللقاء الذي جمعهم مؤخراً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعطى دفعة قوية لانطلاقة محتملة لمرحلة جديدة من عملية السلام. 

وأوضحت أن التواصل مع أوجلان يُعد خطوة ضرورية لتقدم هذه العملية.

وأضافت بولدان أن نجاح أي مسار سلمي يتطلب خطوات قانونية واضحة، وأن البرلمان التركي يجب أن يتحمل مسؤولياته في هذا الإطار. 

وذكرت أن الوفد سيجتمع هذا الأسبوع مع وزير العدل التركي لمناقشة إنشاء إطار قانوني داعم للعملية السلمية المرتقبة.

وكان أردوغان قد استقبل يوم الخميس، 10 أبريل 2025، في القصر الجمهوري وفداً من حزب DEM ضم النائب سري سريا أوندر والنائبة بيرفين بولدان، بحضور رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالن ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية أفكان آلا. واستمر اللقاء لمدة ساعة ونصف تقريباً.

وفي بيان عقب اللقاء، وصف حزب DEM الاجتماع بأنه كان إيجابياً وبنّاءً، مؤكداً التزامه بمواصلة العمل من أجل إنجاح دعوة أوجلان لاستئناف عملية السلام في تركيا. 

وأضاف البيان: نعلن بكل فخر أننا اليوم أكثر تفاؤلاً من الأمس بشأن مستقبل هذه العملية.

وفي وقتٍ سابق، دعا زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، حليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للإفراج عن أوجلان مقابل إعلانه تصفية حزب العمال الكوردستاني وإنهاء وجوده المسلح.

ودعا بهجلي خلال أحد اجتماعات الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية، إلى استضافة أوجلان في البرلمان ليعلن تفكيك تنظيم حزبه على أن يتم في المقابل العفو عنه.

وحينها أثنى الرئيس التركي على مقترح بهجلي، واعتبر بأنه يفتح "نافذة لفرصة تاريخية" لحل المشكلة الكوردية.

ونهاية فبراير شباط 2025، دعا أوجلان حزبه إلى نزع سلاحه وحل نفسه، في تطور كبير يمهد الطريق لإنهاء الصراع المستمر منذ 40 عامًا بين العمال الكوردستاني والدولة التركية.

ونقلت وسائل إعلام عن عبد الله أوجلان قوله في رسالة قرأها حلفاؤه السياسيون في إسطنبول: "إنني أدعو إلى إلقاء السلاح وأتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة. يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، ويجب على حزب العمال الكردستاني حل نفسه".

ويقبع أوجلان (75 عاما)، منذ العام 1999 بعدما تم القبض عليه في عملية أمنية دولية في العاصمة الكينية نيروبي، حيث نقل إلى تركيا وحكم عليه بالإعدام، ولكن تم تخفيف الحكم لاحقا إلى السجن مدى الحياة بعد إلغاء عقوبة الإعدام في تركيا.

ويقضي أوجلان محكوميته في سجن جزيرة إمرالي في بحر مرمرة، وهو السجين الوحيد هناك، ورغم ذلك، كان له دور في محاولات الوساطة والمفاوضات بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني لوقف إطلاق النار وتحقيق السلام.

وفي السابق، بُذلت جهود عديدة لتجميد أو إنهاء الصراع بين تركيا وحزب العمال، بدءًا بوقف إطلاق النار في عام 1993، لكن جميع هذه المحاولات انهارت.

وفي عام 2011، بدأت جولة جديدة من محادثات السلام. وفي ذلك الوقت، التقى ضباط الاستخبارات التركية بأوجلان في السجن لوضع خطة لنزع سلاح مقاتليه، ونقل الساسة الكورد الرسائل بينه وبين رفاقه في جبال قنديل بإقليم كوردستان.

وحظيت اتفاقية السلام الأخيرة بين حكومة أردوغان وحزب العمال الكوردستاني، في عام 2013، باستقبال حماسي في جميع أنحاء البلاد، لكن الأعمال العدائية تجددت بعد عامين.

 
Fly Erbil Advertisment