طقوس من الذاكرة... هكذا يستعد الإيزيديون لاستقبال عيد رأس السنة

أربيل (كوردستان24)- في أحد مخيمات النزوح، تعلّق "هزو قاسم" وردة حمراء من شقائق النعمان على باب منزلها، وهي تمارس طقساً متوارثاً من أقدس طقوس عيد رأس السنة الإيزيدية. وردة تقول إنها تجلب الخير والبركة إلى البيت، وتعلن بداية موسم جديد من الأمل رغم قسوة النزوح التي تعيشها منذ أكثر من عشر سنوات.

تقول هزو لكوردستان24: "نستعد لاستقبال أحد أعيادنا القديمة والمقدسة، وما زلنا نمارس طقوسه أينما كنا، وكيفما كانت الظروف. نلون البيض لأن ألوانه تمثل ألوان الربيع وعيد نيسان، ونعلق الورود على الأبواب، ونتبادل الزيارات، ونسعى للمصالحة بين المتخاصمين، ونوزع الحلوى على الأطفال".

رغم البعد عن قراهم الأصلية، يتمسك الإيزيديون بإحياء هذا العيد الذي يُعدّ من أقدم أعيادهم، ويُعرف باسم "سرى سال" أو "رأس السنة الإيزيدية"، ويصادف أول أربعاء من شهر نيسان حسب التقويم الشرقي. ويؤمن الإيزيديون أن هذا اليوم يرمز إلى بداية الخليقة وخلق الحياة على الأرض.

ويقول الناشط الإيزيدي دلكش سليم لكوردستان24: "عيد نيسان هو أكبر أعيادنا، والاستعداد له يبدأ قبل أيام، حيث تقوم النساء بشراء البيض وتلوينه، ويقوم الرجال بجمع أزهار شقائق النعمان احتفالاً بقدوم الربيع".

من جهتها، تؤكد الناشطة سوزان خوديدا أهمية توارث هذا التراث جيلاً بعد جيل، قائلة: "من المهم الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا وتعريف أطفالنا بها، حتى لا تندثر تحت وطأة التهجير والحروب والتغيرات الاجتماعية".

عيد رأس السنة الإيزيدية يعود إلى عصور سحيقة، ويمثل بداية دورة الحياة بحسب المعتقد الإيزيدي. يسبق العيد صيام روحاني وطقوس تنظيف البيوت وزراعتها بالورد الطبيعي، وتُمنع في هذا اليوم بعض الأعمال اليومية مثل الحلاقة والغسل أو الطرق على الأبواب، كنوع من التقديس لهذا اليوم الذي يمثل لدى الإيزيديين "الخلق الأول".

وبين الخيام والذكريات، تبقى طقوس العيد عنواناً للهوية والانتماء، ورسالة يصرّ الإيزيديون على إيصالها إلى العالم: بأن الربيع يولد من جديد، حتى في أكثر البيئات قسوة.

ماهر شنكالي – كوردستان24 

دهوك

 
Fly Erbil Advertisment