"لسنا بشراً مثلهم؟": سكان محافظة ميسان يصرخون من الإهمال وغياب الخدمات

أربيل (كوردستان 24)- في شوارع محافظة ميسان التي غطاها الغبار وتكدست على جنباتها النفايات، تتعالى أصوات السكان على سنوات من الإهمال الحكومي الذي حول منطقتهم إلى نموذج صارخ لغياب أبسط الخدمات الأساسية. بين طرق غير معبدة، ومياه آسنة، وأعمدة كهرباء على وشك السقوط، يعيش الأهالي واقعاً صعباً يصفونه بأنه "لا يطاق".

"المشكلة تبدأ من المواطن وعامل البلدية على حد سواء"، يقول أحد السكان وهو يشير إلى حاوية قمامة مقلوبة ومحتوياتها مبعثرة على الطريق. ويضيف بمرارة: "حتى لو أردنا وضع القمامة في مكانها الصحيح، نجد الحاويات مقلوبة. لا أحد يهتم بإصلاح الوضع، فتتحول الشوارع إلى مكبات مفتوحة للنفايات".

هذه المعاناة ليست وليدة اللحظة. يؤكد ساكن آخر أنه على مدى ثماني سنوات لم تشهد المنطقة أي تحسن يُذكر. "جاءوا وبدأوا بمشروع للمجاري والمياه ثم رحلوا وتركوا كل شيء خلفهم"، مشيراً إلى أن مناطق مجاورة تم تعبيدها وتطويرها، بينما تُرك حيهم غارقاً في الإهمال.

يمثل الوضع خطراً داهماً، خاصة على الأطفال الذين يضطرون للسير يومياً إلى مدارسهم وسط هذه الأجواء غير الصحية. يقول رجل مسن وهو يشير إلى عمود كهرباء مائل بشكل خطير: "لولا هذا الكابل الذي يمسكه، لكان قد سقط منذ زمن. ذهبت إلى الدائرة ثلاث مرات أطالب بإصلاحه، لكن لا أحد يستجيب".

وتعبر إحدى السيدات عن غضبها قائلة: "الروائح الكريهة لا تطاق، والأمراض تنتشر. ألا يرون أطفالنا ومدارسنا؟ لماذا يعاملوننا وكأننا لسنا بشراً مثلهم؟ يحترق قلبي كلما رأيت هذا الحال".
ل دورة انتخابية، تتجدد الوعود الكاذبة. يقول شاب يجلس على عتبة أحد المنازل: "يأتون ويقولون: انتخبونا وسنفعل لكم كل شيء. لكنها مجرد أكاذيب. لا شوارع صالحة، ولا خدمات، وعندما تمطر السماء، تخر أسقف بيوتنا".

الشعور بالتهميش يتجاوز الخدمات ليصل إلى الحقوق الأساسية. يؤكد أحد المواطنين أن الكثير من العائلات هنا لا تزال تكافح للحصول على أبسط المستندات الرسمية كالبطاقة الوطنية. "نحن عراقيون بالاسم فقط"، يقولها بحسرة، ملخصاً شعوراً عاماً لدى سكان المنطقة بأنهم مواطنون منسيون في وطنهم.

تقرير : شيفان جباري – كوردستان24 – ميسان

 
Fly Erbil Advertisment