دمشق تحاول النهوض من تحت الركام: الدفاع المدني يبدأ حملة في حي تشرين والقابون

أربيل (كوردستان 24)- استجابةً لمطالبات الأهالي ومعاناة سنوات من الدمار، أطلق الدفاع المدني في مدينة دمشق حملة لإزالة الركام وفتح الطرقات في أحياء تشرين والقابون، ضمن جهود تهدف إلى تمهيد الطريق لعودة السكان إلى منازلهم وإعادة إحياء الأحياء التي أنهكها القصف.

بدأت فرق الدفاع المدني في العاصمة السورية دمشق أعمال إزالة الركام والأنقاض من أحياء تشرين والقابون، وهي المناطق التي تعرضت لقصف مكثف خلال سنوات الحرب، ما أدى إلى تدمير شبه كامل للبنية التحتية والمباني السكنية فيها. وتأتي هذه الجهود بعد نداءات متكررة من الأهالي الذين يطمحون إلى العودة لمنازلهم واستعادة الحد الأدنى من مظاهر الحياة الطبيعية.

محمد علي، متطوع في الدفاع المدني، صرح لكوردستان24: "أطلق الدفاع المدني بالتعاون مع المحافظة حملة لفتح الطرقات الرئيسية والفرعية في حي تشرين، لتسهيل عودة السكان تدريجياً. هذه المنطقة تعرضت لقصف ممنهج أدى إلى تدميرها بالكامل."

ورغم بدء عمليات الإزالة، لا تزال مشاهد الدمار تسيطر على الحيَّين، إذ تفتقر معظم الأبنية السكنية إلى النوافذ والأبواب بعد أن تعرضت للنهب، إلى جانب تضرر هياكلها بفعل القصف.

العودة إلى هذه المنازل اليوم أشبه بتحدٍ يومي، حيث يعيش السكان دون مقومات أساسية كالمياه والكهرباء.

علي حفير، من أبناء حي القابون، قال لكوردستان24: "حين بدأت الثورة، واجهنا قصفًا متواصلًا دمّر الحي بالكامل. بعد أن سقط النظام، عدنا لإعادة إحيائه، لكننا وجدناه مدمّرًا تمامًا، ويحتاج إلى إعادة إعمار شاملة تشمل البنية التحتية والخدمات."

يعاني سكان هذه المناطق من انعدام أبسط الخدمات الأساسية، وسط مطالبات واضحة بضرورة إطلاق مشاريع حقيقية لإعادة الإعمار، تُعيد الحياة إلى الأحياء المنكوبة وتمنح الأهالي أملًا بمستقبل أفضل.

تُعد أحياء تشرين والقابون من أبرز المناطق التي كانت في قلب النزاع المسلح الذي اندلع في دمشق منذ عام 2011.

نظراً لموقعها الاستراتيجي في شمال شرق العاصمة، تحوّلت هذه الأحياء إلى خطوط مواجهة مباشرة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة، مما جعلها عرضة لقصف مستمر وتدمير ممنهج امتد لسنوات.

في عام 2017، وبعد اتفاقات "مصالحات" فرضتها الحكومة السورية، تم إجلاء معظم سكان هذه المناطق، ليُترك الحيّان شبه خاليين من السكان، غارقين في الدمار والإهمال. منذ ذلك الحين، لم تشهد المنطقة أي جهود حقيقية لإعادة الإعمار أو الترميم، باستثناء محاولات متقطعة كالمبادرة الحالية من الدفاع المدني.

ورغم إدراج عدد من هذه المناطق ضمن المخططات التنظيمية المستقبلية كـ"ماروتا سيتي" و"باسيليا سيتي"، إلا أن الأهالي يشككون في جدية الخطط الحكومية ويخشون أن تتحول ممتلكاتهم إلى مشاريع استثمارية على أنقاض بيوتهم المدمرة، دون تعويض عادل أو ضمانات بالعودة.

تقرير أنور عبداللطيف - دمشق - كوردستان24

 

 
 
 
Fly Erbil Advertisment