"احتراما للدم العراقي".. حزب الدعوة الإسلامية يرفض استقبال العراق للشرع

أربيل (كوردستان24)- أعرب حزب الدعوة الإسلامية في العراق، اليوم الأحد 20 نيسان 2025، عن رفضه لـ دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى القمة العربية في بغداد.
ووفقاً لبيان الحزب: "يتطلع العراق إلى القمة العربية في بغداد، بغداد وأن تكون نقلة نوعية في مسار العمل العربي المشترك، ومواجهة التحديات العاصفة، وأن ترتقي مخرجاتها إلى مستوى ما تترقبه الشعوب العربية، من سواحل المحيط الأطلسي إلى ضفاف الخليج، ولا سيما في نصرة القضية الفلسطينية، وإنهاء معاناة شعب غزة ومأساته المستمرة جرّاء العدوان الصهيوني المتمادي".
وأضاف البيان، "في الوقت الذي ندرك فيه أن من مستلزمات ميثاق جامعة الدول العربية والالتزام بأعرافها، دعوة جميع الدول بلا استثناء، لا بد من مراعاة خلو السجل القضائي، العراقي أو الدولي، من التهم أو الجنايات، لمن يشترك في أعمال القمة العربية على أي مستوى من مستوياتها، وهذا ما ينص عليه القانون الدولي، إذ إن دماء العراقيين ليست رخيصة حتى يُدعى إلى بغداد من استباحها، واعتدى على حرماتهم، أو أن يرحب بمن تورط بجرائم موثقة بحقهم".
وتابع "الجدير ذكره أن رئيس وزراء الكيان الغاصب (بنيامين نتنياهو) لا يمكنه الزيارة أو المرور بالعديد من الدول الأوروبية، بسبب حكم المحكمة الجنائية الدولية الصادر بحقه، وقد رفضت حكومات وعواصم استقباله، مراعاة لمشاعر شعوبها، والتزاما بالحكم القضائي الدولي".
وأوضح أن، "هذا ما يجب فعله في العراق أيضا، تجاه من تورطوا بجرائم فظيعة ضد أبنائه، مهما كانت المبررات، احتراما للدم العراقي ووفاء للشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل عزة الوطن وكرامته".
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أعلن الأسبوع الماضي خلال جلسة حوارية في ملتقى السليمانية، عن توجيه دعوة رسمية للرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية في بغداد.
وتشهد الساحة السياسية العراقية، مؤخراً موجة من الانتقادات والاتهامات المبطّنة ضد السوداني، وذلك عقب لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة القطرية الدوحة، وظهور صورة لهما معاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا اللقاء لم يكن الأول من نوعه الذي يثير الجدل، فقد سبقه استياء مشابه عند إعلان السوداني توجيه دعوة رسمية للشرع للمشاركة في "قمة بغداد العربية".
اللقاء الثنائي في الدوحة، الذي جاء في توقيت حساس، أثار ردود فعل غاضبة من جهات توصف بأنها مقربة من طهران، والتي اعتبرت خطوة السوداني مخالفة للتوازنات الإقليمية المعتادة. إلا أن مراقبين سياسيين رأوا في هذا التحرك خطوة استراتيجية تتماشى مع التحولات الجارية في المنطقة.
نوال الموسوي، مراقبة سياسية تحدثت لـكوردستان24، أكدت أن ما يقوم به السوداني ينسجم مع مصلحة العراق العليا في ظل التحولات المتسارعة بالمنطقة، مشيرةً إلى أن "سوريا تمثل العمق العراقي، وكذلك العراق يمثل العمق الاستراتيجي لسوريا"، في إشارة إلى أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين بغض النظر عن الأجندات السياسية الخاصة.
من جانبه، رأى الأكاديمي والمحلل السياسي وائل حازم أن الهجوم على السوداني يدخل في إطار "التسقيط الانتخابي المبكر"، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات. وأوضح أن "القضية لا تتعدى كونها محاولة لتسجيل نقاط انتخابية"، مؤكداً أن الشعب العراقي "يؤمن بما تقوم به الدولة حالياً من خطوات تصب في مصلحة البلد".
مع دخول العملية الانتخابية مرحلة العد التنازلي، يتوقع مراقبون تصاعد الحملات السياسية الموجهة ضد شخصيات قيادية، حيث كانت البداية مع السوداني على خلفية دعوته للشرع. ويُرجَّح أن تتسع هذه الحملات في الفترة المقبلة ضمن سياق تنافسي محتدم على السلطة والنفوذ.