ضعف الثقة بالقطاع المصرفي يدفع العراقيين للاحتفاظ بأموالهم في المنازل

أربيل (كوردستان24)- لا تزال عادة الاحتفاظ بالأموال في المنازل راسخة في عقلية المواطن العراقي، بل شهدت تزايدًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة. ما كشف عنه مؤخرًا بشأن وجود نحو 20 تريليون دينار فقط متداولة في السوق من أصل 105 تريليونات دينار يؤكد تراجع توجه المواطنين نحو استثمار أموالهم، حتى في المشاريع الصغيرة.

تعددت الأسباب وراء هذا السلوك، لكن الشاب أحمد علاء يلخصها بالخوف من التعرض للنصب والاحتيال، بناءً على تجربة شخصية مريرة.

وفي حديثه لـ"كوردستان24"، قال أحمد علاء، "عندما ادخرت مبلغًا من المال، حاولت استثماره في مجال السيارات عبر شراكة مع أحد الأشخاص. لكنه احتال عليّ، وبعد سنتين من المحاكمات، وبرغم اعترافه بسرقة أموالنا، حصل على البراءة. من هذه التجربة وغيرها، أصبح الناس يخشون تشغيل أموالهم."

من جانبهم، يرى المختصون أن المسألة لا تقتصر فقط على قضايا الاحتيال، بل تتعلق أيضًا بفقدان الثقة بالأنظمة المصرفية، إلى جانب التقلبات الحادة في سعر صرف الدولار، مما عزز خوف المواطنين من المخاطرة بأموالهم.

أركان الشمري، محلل اقتصادي، صرح لكوردستان24، "تراجع الوضع الاقتصادي، وصعود وهبوط سعر الدولار، عوامل تضعف توجه المواطنين نحو إقامة مشاريع صغيرة. حتى إن أرادوا الاستثمار، فهم يواجهون عقبات مثل ارتفاع بدلات الإيجار، مما يجعل المشاريع خاسرة منذ البداية."

وأشار الشمري إلى أن تطوير النظام المصرفي، ضمن بيئة مصرفية آمنة مع توفير امتيازات تشجيعية للمواطنين، يمكن أن يكون الحل الأمثل لسحب الأموال المدخرة في المنازل وإدخالها إلى الدورة الاقتصادية. وهو ما يفتقده العراق حاليًا بشكل شبه كامل.

في ظل غياب هذه المقومات، تبقى الأموال مجمدة داخل المنازل، بعيدة عن الاستثمار والتنمية، في وقت يحتاج فيه العراق بشدة إلى تنشيط اقتصاده وتحريك قطاعاته المختلفة.

 

تقرير: سيف علي – مراسل كوردستان24 في بغداد

 
 
 
Fly Erbil Advertisment