"مقهى المعقّدين في بغداد"... من ملتقى الأفكار السياسية إلى محطة يومية للذكريات

أربيل (كوردستان 24)- رغم أن اسمه يثير الدهشة وربما شيئًا من الانطباع السلبي عند سماعه للمرة الأولى، إلا أن "مقهى المعقّدين" في بغداد يحمل قصة مختلفة تمامًا عن اسمه الغريب، وقيمة تاريخية كبيرة لسكان المنطقة وروّاده القدامى.

هذا المقهى الشعبي الذي يبدو بسيطًا من الخارج، كان في الماضي ملاذًا فكريًا لأصحاب التطلعات السياسية والمثقفين الذين كانوا يخشون التعبير عن آرائهم علنًا، فكان هذا المكان يجمعهم بعيدًا عن العيون والرقيب، ليتبادلوا الأفكار والنقاشات في أجواء من الحذر والثقة.

أبو بشار، أحد أقدم رواد المقهى، يتحدث لكوردستان24 قائلاً: "أنا في هذه المنطقة منذ أكثر من 60 سنة. الناس الذين كانوا يجتمعون هنا كانوا محصورين فيما بينهم، كل واحد كان يحمل فكرة ويطرحها على الآخر، لأنه لم يكن هناك مكان آمن للنقاش السياسي أو الفكري غير هذا المقهى".

ورغم مرور أكثر من أربعة عقود وتغير النظام السياسي في العراق، لا يزال اسم المقهى كما هو، رغم اعتراض بعض الزبائن الجدد عليه.

يقول جعفر صادق، صاحب المقهى الحالي: "الاسم قديم، بعد وفاة والدي طالب البعض بتغييره، لكنني رفضت. هذا الاسم هو بصمتنا الخاصة".

ويؤكد أن الاسم لم يعد يعكس حال الزبائن الجدد، لكنه يمثل تاريخًا وموروثًا لا يُراد التخلي عنه.

في الماضي، كان "مقهى المعقّدين" مكانًا للتعبير الخفي عن الرأي، واليوم أصبح محطة للقاء الأصدقاء وتبادل الذكريات. ورغم أن الاسم بات لا يُعبّر عن الواقع الحالي لروّاده، إلا أنه ما زال يحمل عبق مرحلة تاريخية مليئة بالصمت والحذر والفكر الخلاق.

 

بغداد – كوردستان24 / سيف علي

 
 
Fly Erbil Advertisment