العراق يفتح مقبرة جماعية في الأنبار تعود لجرائم النظام السابق

أربيل (كوردستان24)- بالتزامن مع اليوم الوطني للمقابر الجماعية في العراق، شرعت فرق من دائرة الطب العدلي ومؤسسة الشهداء، السبت، بفتح مقبرة جماعية جديدة في ناحية الصقلاوية بمحافظة الأنبار، تعود إلى فترة حكم حزب البعث في عهد النظام السابق، وتحديدًا بين عامي 1980 و1990.

وتضم المقبرة، وفق التقديرات الأولية، عشرات الضحايا الذين أُعدموا خلال سنوات القمع السياسي، في واحدة من الجرائم التي ظلت طيّ الكتمان لعقود قبل أن يكشف عنها عبر معلومات أدلى بها أحد المتورطين.

وقال الدكتور مصطفى منجد، موفد دائرة الطب العدلي في وزارة الصحة، لـ"كوردستان24" إن الفرق المختصة باشرت أعمال التنقيب والكشف عن الرفات، والتي سيتم إرسالها إلى دائرة الطب العدلي في بغداد لإجراء الفحوصات الأنثروبولوجية.

وأضاف، "تشمل الفحوصات تقدير العمر، والطول، والجنس، وتحليل الإصابات لتحديد سبب الوفاة، إلى جانب توثيق المقتنيات الشخصية، قبل أخذ عينات من العظام لإجراء تحاليل الحمض النووي في مختبرات البصمة الوراثية، تمهيدًا لمطابقتها مع العينات المرجعية لتسليم الرفات إلى ذويهم."

وأكد فواز عباس، رئيس اللجنة الدولية للمفقودين، أن المقبرة تم اكتشافها استنادًا إلى اعترافات أحد مرتكبي الجريمة. وقال في تصريحه لـ"كوردستان24"، "غالبًا ما يُرافق عمليات فتح المقابر الجماعية حملات لجمع عينات دم من ذوي المفقودين، بهدف مطابقتها مع الرفات المستخرجة باستخدام تقنية الحمض النووي (DNA)."

بدوره، أوضح ضرغام كامل، رئيس الفريق الوطني للمقابر الجماعية، أن محافظة الأنبار لا تزال تضم عدداً كبيراً من المقابر الجماعية موزعة في مختلف الأقضية، وتم حتى الآن فتح نحو نصفها فقط.

وأضاف، "إلى جانب مقبرة الصقلاوية، توجد مواقع أخرى في قضاء هيت، والرمادي، ومنطقة الهريمات. كما توجد مقابر قريبة تعود لضحايا تنظيم داعش الإرهابي، ما يعكس حجم المآسي التي مرت بها هذه المناطق."

تُعد المقابر الجماعية من أبرز الشواهد على الحقبات الدموية التي مر بها العراق، سواء في ظل النظام السابق أو خلال فترات العنف الطائفي وصعود الجماعات الإرهابية. ووفقاً للجهات الرسمية، فإن هناك آلاف المفقودين الذين ما زال مصيرهم مجهولاً، ما يجعل من هذه العمليات خطوة بالغة الأهمية في كشف الحقيقة وتحقيق العدالة للضحايا وذويهم.

 

تقرير: احمد ناجي - كوردستان24 – الأنبار

 

 
Fly Erbil Advertisment