مفردات البطاقة التموينية تتحوّل إلى سلعة في كربلاء وسط غياب الرقابة

أربيل (كوردستان24)- في مشهد بات مألوفاً في الأسواق العراقية، تحوّلت مفردات البطاقة التموينية في محافظة كربلاء من دعم حكومي موجّه للفقراء إلى سلع تُباع علناً في محال البيع بالجملة والمفرد، وسط غياب رقابي واضح، وسخط شعبي يتنامى مع كل دفعة جديدة من مواد لا تصلح للاستهلاك البشري، بحسب ما أكده المواطنون والتجار على حد سواء.

 

حصص تُسلَّم وتُباع

ما إن يتسلّم المواطنون حصتهم الشهرية من المواد الغذائية، حتى تبدأ بالظهور على رفوف المحال التجارية، لا كمنتج تجاري اعتيادي، بل كمخلفات دعمٍ حكومي فقد قيمته. إذ يبيعها الكثيرون بأثمان زهيدة إما لسوء نوعيتها أو بسبب الحاجة الماسة للنقود.

يقول أحد المواطنين لكوردستان24، "كل شهر أُعطي الحصة للفقراء لأن الرز معفّن، والزيت لا يصلح للاستخدام البشري، رائحته كرائحة زيت السيارات."

مواطن آخر أبدى استغرابه من استمرار هذا الوضع قائلاً، "هل يأكل السياسيون في البرلمان من هذا الرز الرديء؟ لا أعتقد أنه صالح للاستهلاك إطلاقاً."

تجار: نشتري الرز الرديء بـ250 ديناراً ونبيعه بـ500

داخل أحد محال بيع المواد الغذائية في كربلاء، تتجاور مفردات البطاقة التموينية مع البضائع المستوردة، لكن الفارق بينهما واضح في السعر والجودة.

محمد الأسدي، صاحب أحد المحال، أوضح لكوردستان24، "للأسف، يضطر بعض المواطنين لبيع حصصهم بسبب الفقر أو الحاجة لعلاج أحد أفراد الأسرة. والبعض يبيعها ببساطة لأنها غير صالحة للأكل."

وأضاف، "نشتري كيلو الرز من المواطنين بـ250 ديناراً فقط، ونبيعه بـ500، في حين أن الرز الجيد يباع في السوق بـ2500 دينار للكيلو. نوعية الرز في البطاقة التموينية سيئة جداً ولا يأكله أحد."

رقابة غائبة وسوق مفتوحة لتصريف الفائض

المشهد، كما يصفه التجار، ليس ظاهرة عابرة، بل "واقع لا يمكن تجاهله"، تتحمّل مسؤوليته الجهات الرقابية الغائبة عن مراقبة جودة المواد أو الحد من تسربها للأسواق.

وبين تردي النوعية وتفاقم الحاجة، أصبحت مفردات البطاقة التموينية تُسلَّم بالمجان وتُباع بثمن بخس، في حلقة مفرغة تجمع بين الإهمال الحكومي والمعاناة المعيشية التي لا تنفك تتكرر كل شهر.

 

كربلاء – كوردستان24 | تقرير: معتز العبودي

 
 
Fly Erbil Advertisment