قمح شارزور يتحدى الجفاف.. إنتاج وفير رغم شح الأمطار وغضب من قرارات بغداد

أربيل (كوردستان24)- رغم الانخفاض الحاد في معدلات الأمطار هذا العام، أثبت مزارعو سهل شارزور قدرتهم على التحدي، محققين إنتاجًا جيدًا من القمح، وسط شكاوى من قرارات الحكومة العراقية التي اعتبرها البعض "مجحفة بحق الفلاحين الكورد".
إنتاج مميز في ظل الجفاف
"رغم أن الأمطار كانت قليلة، إلا أن نوعية القمح هذا العام ممتازة"، هكذا عبّر سرخيل أنور، مزارع من سهل شارزور، عن فرحته بجودة محصوله، بعد أن زرع أكثر من 1000 دونم من القمح. لكنه لم يخفِ استياءه من سياسة بغداد قائلاً، "الحكومة تأخذ منا 131 كيلوغراماً من كل دونم كحصة، وهذا ظلم كبير بحقنا كمزارعين كورد."

الأمطار المحدودة أنقذت الموسم
الفضل في إنقاذ المحصول – بحسب المزارعين – يعود إلى الأمطار المحدودة التي هطلت قبيل عيد الأضحى.
ريبوار محمود، أحد المزارعين، أكد لـ"كوردستان24"، "كنا على وشك فقدان كل شيء، لكن أمطار ساعة واحدة أنقذت قمح شارزور، ومع أنها لم تكن كثيرة، إلا أن أثرها كان كبيراً."

حصاد على قدم وساق وإحصاءات رسمية
تعمل عشرات الحاصدات في الحقول حالياً، مع اقتراب نهاية موسم الحصاد. وفي هذا السياق، قدّم فريدون حسن، مدير زراعة شارزور، صورة شاملة عن الموسم الزراعي:
إجمالي الأراضي الصالحة للزراعة: 62 ألف دونم
المزروع فعليًا بالقمح: 56 ألف دونم
عدد المزارعين المسجلين لتسليم المحصول: 2200 مزارع
السعر الرسمي
850 دينار للكيلوغرام في الأراضي البعلية
800 دينار في الأراضي المروية
حصة إقليم كوردستان التي حددتها بغداد: 400 ألف طن فقط، وهو رقم أقل من المتوقع بكثير، وفق المسؤولين المحليين.

سهل شارزور... ركيزة الأمن الغذائي
يُعد سهل شارزور من أكثر الأراضي خصوبة في كوردستان، ويمثل نقطة ارتكاز مهمة في الأمن الغذائي للإقليم ومناطق وسط وجنوب العراق. ويزرع فيه، إلى جانب القمح، العديد من المحاصيل الأخرى.
انخفاض قياسي بالأمطار
شهدت المنطقة تراجعاً كبيراً في نسبة الهطول هذا العام، حيث بلغ المعدل 400 ملم فقط مقارنة بـ1200 ملم في العام الماضي. ورغم هذا التراجع، يرى المزارعون أن سهل شارزور كان محظوظاً نسبياً مقارنة بباقي المناطق في كوردستان، حيث ساعدت كمية الأمطار القليلة ولكن المركّزة على إنقاذ الموسم.
في وقت تتراجع فيه الزراعة في كثير من مناطق العراق بسبب الجفاف، يقدم سهل شارزور نموذجاً لصمود الزراعة الكوردية، لكنه بحاجة إلى دعم فعلي من الحكومة المركزية لتثبيت أقدام المزارعين في أرضهم، بدلاً من تحميلهم أعباء إضافية قد تؤدي إلى تراجع الإنتاج في المستقبل.
تقرير آسان محمد – كوردستان24 / حلبجة