حرب إيران وإسرائيل تثير قلقاً في تركيا: هل تؤثر على مسار العملية السياسية؟

أربيل (كوردستان 24)- في ظل استمرار التصعيد بين إيران وإسرائيل، تزداد التحذيرات من تأثير هذه الحرب على الأوضاع الإقليمية، خاصةً داخل تركيا، حيث بدأ النقاش حول مدى انعكاس هذا التوتر على العملية السياسية الجارية في البلاد.

ويحذر سياسيون أتراك من أن استمرار الحرب بين الطرفين قد يشكّل تهديداً للعملية السياسية التي بدأت بشأن القضية الكوردية، في وقت تطالب فيه عدة أطراف بحلول عاجلة للحفاظ على الاستقرار الداخلي.

أكّد عبد الرحيم فرات، نائب حزب العدالة والتنمية عن ولاية أرضروم، أن الشعبين الكوردي والتركي لن يسمحا بأن تؤثر هذه الحرب على المسار السياسي في البلاد.

وأشار إلى أن البرلمان التركي سيبدأ باتخاذ خطوات قانونية بعد شهر حزيران (يونيو)، مؤكداً أن هناك إرادة قوية لحماية العملية من أي تأثيرات خارجية.

في السياق ذاته، قالت عائشة غول دوغان، المتحدثة باسم حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في تصريح أدلت به في 19 يونيو، إنه لا توجد أزمة حالية في العملية.

لكن زميلها في الحزب عمر فاروق غرغرلي أوغلو عبّر عن قلقه من أن استمرار الصراع بين إيران وإسرائيل قد يُخرب العملية السياسية. 

قائلاً: إذا بدأت عملية سلام لحل القضية الكوردية، فيجب أن تتحقق في أقرب وقت ممكن. إسرائيل ليست صديقة للكورد وتسعى فقط خلف مصالحها، ولا يجب الاعتماد عليها. السلام الحقيقي يجب أن يكون بين شعوب المنطقة: الكورد، الأتراك، والعرب.

بدوره، اعتبر الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية، صلاح الدين ديمرطاش، المعتقل منذ عام 2016 في سجن أدرنة، أن العمليات التي تستهدف إيران تدخل في خانة "التدخلات الإمبريالية".

داعياً الحكومة التركية إلى اتخاذ خطوات جريئة على أعلى مستوى من أجل استكمال العملية السياسية دون أن تتعرض لاستفزازات خارجية.

حتى الآن، لم تُسجّل أي اعتداءات مباشرة على الأراضي التركية من أطراف الحرب، وتؤكد الحكومة أنها اتخذت جميع الاستعدادات الدفاعية تحسباً لأي سيناريو محتمل.

كما يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ممارسة دبلوماسية مكثّفة، عبر الاتصالات الهاتفية، في محاولة لوقف التصعيد وتهدئة الأوضاع في المنطقة.

وفي الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024 أطلق زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهجلي، مبادرة جديدة للسلام تحت عنوان “مبادرة الحل”، داعياً زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد الله أوجلان إلى إعلان حل التنظيم بشكل نهائي. 

وفي إعلان تاريخي صدر يوم 27 فبراير شباط 2025، دعا مؤسس حزب العمال الكوردستاني عبدالله أوجلان الحزب إلى إلقاء السلاح وحل نفسه.

ومنذ سجنه، كانت هناك محاولات لوقف النزاع المستمر منذ عام 1984 والذي خلف أكثر من 40 ألف قتيل. وانهارت الجولة الأخيرة من المحادثات وسط أعمال عنف عام 2015.

تقرير سعيد أوزمن – كوردستان24 - أنقرة

 
Fly Erbil Advertisment