كارثة في سايلو الشطرة: انهيار خزانات يثير تساؤلات حول الفساد والإهمال
أربيل (كوردستان24)- بعد سنوات طويلة من المعاناة التي عاشها الفلاحون في قضاء الشطرة شمال محافظة ذي قار بسبب غياب أماكن مخصصة لخزن الحبوب، شكّل إنشاء سايلو الشطرة بارقة أمل وخطوة مهمة لدعم القطاع الزراعي في المنطقة.
غير أن فرحة الإنجاز لم تكتمل، إذ سرعان ما تعرض عدد من الخزانات المعدنية في المنشأة لانهيار مفاجئ، في حادثة وُصفت بأنها "كارثة" من قبل مواطنين ومسؤولين، وفتحت الباب أمام أسئلة ملحة عن الفساد وسوء التنفيذ.
سلامة السرهيد، معاون محافظ ذي قار، أكد في تصريح لكوردستان24 أن وزارة التجارة شكلت لجنة تحقيق في الحادث، قائلًا، "تم تشكيل لجنة تحقيقية من قبل وزارة التجارة لما حصل في سايلو الشطرة من كارثة وهدر في المال العام. ونحن كحكومة محلية ننتظر نتائج التحقيق، لأن الوزارة هي الجهة المسؤولة بشكل مباشر عن المشروع."
وأعرب عدد من المواطنين في الشطرة عن استيائهم الشديد من غياب الرقابة والمتابعة الجدية على المشروع، مؤكدين أن الإهمال هو السبب الرئيسي وراء الانهيار.
كما تساءلوا عن نوعية المواد والمعادن المستخدمة في بناء الخزانات التي كلفت مليارات الدنانير.
المواطن مصطفى العبودي صرح لمراسل كوردستان24 بالقول، "هذه كارثة حقيقية ودليل على وجود فساد، وسينتج عنها خسائر كبيرة تتحملها وزارة التجارة."
أما المواطن محمد سالم، فقال، "نطالب الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة التجارة، بسرعة إنجاز التحقيق وكشف الأسباب الحقيقية وراء هذا الانهيار المؤسف."
في الوقت الذي تبذل فيه الدولة جهودًا لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية، فجّر حادث انهيار سايلو الشطرة موجة انتقادات وتساؤلات حول كفاءة المشاريع الحكومية وسلامة الإجراءات الرقابية والهندسية المعتمدة في تنفيذها.
ويُفترض أن يشكل مشروع سايلو الشطرة ركيزة استراتيجية لدعم الفلاحين وتنظيم خزن المحاصيل، إلا أن الانهيار المفاجئ دفع نحو إعادة النظر في آليات التعاقد والتنفيذ، والمطالبة بمحاسبة الجهات المقصرة، إن وجدت.
تقرير: حيدر حنون – كوردستان24 – قضاء الشطرة
