تقرير فرنسي يحذّر من اختراق إيراني واسع لمؤسسات الدولة والمجتمع

أربيل (كوردستان 24)- أثار تقرير فرنسي حديث، صدمة كبيرة وجدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، بعد أن كشف عمّا وصفه بـ "تغلغل مُتنامٍ للجمهورية الإسلامية الإيرانية" داخل المجتمع الفرنسي، من خلال شبكات من الجواسيس، والوكلاء المحليين، والمنظّمات ذات الطابع الثقافي أو السياسي.

والتقرير، الصادر عن مركز الفكر الفرنسي "France2050"، في 85 صفحة، حمل عنواناً لافتاً "جواسيس، عملاء تأثير، ومرتزقة: آلة الفوضى"، وسُلّم رسمياً إلى وزير الداخلية، وإلى رئيس مجلس الشيوخ ورئيسة الجمعية الوطنية، مما يعكس حساسيته السياسية وعمق المخاوف الأمنية التي يثيرها.

ومع التحذير من وقوع هجوم إرهابي جديد في فرنسا، لكن بدعم إيراني هذه المرّة، بحسب التقرير، يدعو رئيس المركز جيل بلاتريه، إلى فتح تحقيق برلماني شامل حول الاختراق الإيراني، مؤكداً أن بلاده عند مفترق طرق بين الدفاع عن سيادتها أو الانزلاق إلى مرحلة من الفوضى السياسية والأمنية.

وبحسب التقرير، فإن طهران لم تكتفِ بممارسة نفوذها من خلال القنوات الدبلوماسية، بل أنشأت على مدى 4 عقود شبكة واسعة من العملاء والوكلاء تعمل في ميادين متعددة، من الجامعات والجمعيات الثقافية إلى الأوساط السياسية والإعلامية.

ويقود هذه الأنشطة الحرس الثوري الإيراني، وخصوصاً جناحه الخارجي فيلق القدس، عبر وحدات متخصصة بالتأثير والتجنيد، مستعيناً بواجهات رسمية. ويتهم في هذا الصدد السفارة الإيرانية في باريس، بإدارة شبكة تأثير متشعّبة تشمل أساتذة جامعيين وصحافيين وطلبة، وتُشرف على مؤسسات ثقافية مثل المركز الفرنسي الإيراني.

وإحدى النقاط الأكثر إثارة في التقرير، هي تلك التي تتعلق بما يسمّيه "تحالفات براغماتية" بين طهران وبعض التيارات اليسارية الراديكالية في فرنسا، وعلى رأسها حركة فرنسا الأبية بزعامة جان لوك ميلونشون، وفق ما نقله موقع24.

ويزعم التقرير أن إيران تسعى إلى استغلال هذه التيارات من خلال "قنوات التأثير العقائدي" المرتبطة بالقضية الفلسطينية، في محاولة لتقويض الموقف الفرنسي من الإسلام السياسي.

وفي القسم الخاص بالحرب المعلوماتية، يؤكد التقرير أن إيران تستثمر بكثافة في منصّات التواصل الاجتماعي لتوجيه الرأي العام الفرنسي، خصوصاً بين فئة الشباب. 

كما يستخدم الإيرانيون، بحسب التقرير شبكات من الحسابات الوهمية لرفع نسب التفاعل مع محتوى محدّد ومُوجّه، إضافة إلى وسائل إعلام رسمية ناطقة بالفرنسية تبث رسائل معادية لإسرائيل والغرب، تحت غطاء الخطاب الإنساني والحقوقي.

ويؤكد خبراء أمنيون أن فرنسا أصبحت على خط المواجهة المباشر، وأن الحرس الثوري يعمل على تفعيل خلايا نائمة في أوروبا يمكنها التحرّك في حال نشوب أزمة إقليمية كبرى. 

ويُختم التقرير بمقارنة تاريخية لافتة، إذ يرى الصحافي إيمانويل رزازي أن ما يجري اليوم في فرنسا يشبه إلى حدّ كبير ما شهدته إيران في سبعينيات القرن الماضي، حين التقت التيارات الإسلامية الثورية مع اليسار الراديكالي، لإسقاط نظام الشاه تحت شعارات مناهضة للإمبريالية والصهيونية. ويحذّر من أن هذا التحالف غير المعلن قد يُعيد إنتاج نموذج مشابه داخل الديمقراطيات الغربية.

 
Fly Erbil Advertisment