قرية سركلي تدفع ثمن الصراع والحرب: قصف وحرائق وخسائر زراعية

أربيل (كوردستان 24)- تعيش قرية سركلي، الواقعة ضمن حدود منطقة نهيلي في قضاء العمادية بمحافظة دهوك، على وقع اضطرابات متواصلة بسبب النزاع المسلح بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي. فمع استمرار القصف الجوي بالطائرات المسيّرة، واندلاع اشتباكات متكررة في محيط القرية، بات السكان يواجهون أوضاعاً معيشية صعبة، وسط خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والطبيعة.

وأكد سركفت محمد، وهو من سكان القرية، أن الأمل بتحسّن الوضع تلاشى مع تفاقم المواجهات. وقال: "في البداية كنا نعتقد أن الأوضاع تتجه نحو الهدوء، لكن مع انطلاق عملية السلام، ازداد القصف واتسعت رقعة المعارك. اليوم نحترق نحن ومزارعنا، ننظر إلى أراضينا بقلوب محترقة".

أما هكار حميد، مدير زراعة العمادية، فأوضح أن آثار الصراع المسلح لم تقتصر على قرية سركلي، بل طالت مناطق واسعة في نهيلي وكارة. وقال: "فقدنا بستاناً مساحته 70 دونماً بالكامل بسبب الحرائق الناتجة عن القصف، ولم نتمكن من زراعته هذا العام. الحياة في القرية أصبحت شبه مستحيلة".

وتفيد مديرية الزراعة في العمادية بأن مئات الدونمات من الأراضي الزراعية، التي كانت تُزرع بمحاصيل موسمية وأشجار مثمرة، تحولت إلى رماد. وشملت الأضرار الزراعات الطبيعية، ولا سيما محصول السماق، الذي يُعد من أبرز منتجات المنطقة.

وقال شيروان سركلي، أحد الفلاحين المتضررين، إن بعض المزارعين كانوا يحققون دخلاً يتراوح بين 10 إلى 15 مليون دينار سنوياً من محصول السماق فقط. وأضاف: "اليوم خسرنا كل شيء؛ السماق، العنب، الحبوب، المزارع والبساتين، كلها دُمّرت بفعل استمرار الاشتباكات".

وبحسب إدارة قضاء العمادية، فإن محصول السماق وحده كان يدرّ دخلاً سنوياً يُقدّر بمليون دولار، مما يعكس حجم الخسارة التي لحقت بالاقتصاد الزراعي المحلي.

ويطالب سكان قرية سركلي بضرورة وقف العمليات العسكرية وعودة الهدوء إلى منطقتهم، مؤكدين أن استمرار النزاع يحوّل حياتهم إلى جحيم، ويهدد بتهجير ما تبقى من سكان القرى الحدودية في ظل غياب أفق للحل.

 

تقرير جكدار جمال – كوردستان24 – دهوك

 
 
Fly Erbil Advertisment