الصدر يندم على مشاركته السياسية ويصفها بـ"كأس السم" وسط تفاقم الفساد في العراق
أربيل (كوردستان 24)- أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عن ندمه للمشاركة في الانتخابات والعملية السياسية السابقة، واصفًا تلك التجربة بـ"كأس السم"، في تصريح يعكس حجم خيبة الأمل التي يشعر بها تجاه واقع الحكم في العراق.
وقال الصدر في تصريح حديث: "كنت أطمح إلى تحقيق الإصلاح، لكنني عجزت عن مقاومة الفساد المتراكم الذي أثقل كاهلي لسنوات".
وتُبرز هذه التصريحات قناعة متزايدة لدى الصدر بأن الشعبية الجماهيرية أو حتى الحصول على أغلبية المقاعد البرلمانية، لا تكفي وحدها لمواجهة الفساد العميق المتجذر في مفاصل الدولة العراقية.
ورغم قراره بالانسحاب من الحياة السياسية، يرى مراقبون أن وجود الصدر في المشهد كان ضروريًا، خاصة في ظل الانقسام السياسي الراهن.
وقال المحلل السياسي محمد هاشم في حديثه لكوردستان24:
"يجب على التيار الصدري العودة والمشاركة مجددًا في العملية السياسية، كما فعلوا في الانتخابات السابقة. مشاركتهم يمكن أن تُسهم في تقليل حجم الفساد، ولهذا فهي مهمة وضرورية".
بدوره، رأى الناشط المدني ستار عيساوي أن الصدر يواجه تحديات تمنعه من تنفيذ أهدافه السياسية، وقال:
"الصدر يريد مواجهة الفساد وإخراج القوات الأمريكية من العراق، ولديه مجموعة أهداف وطنية، لكن لا يُسمح له بتنفيذها، لذلك اختار الانسحاب. نطالبه بالعودة إلى الساحة وعدم التراجع".
وتعكس هذه المواقف الشعبية والسياسية اتساع رقعة الإحباط إزاء تفشي الفساد في العراق، وهو ما تؤكده تقارير دولية.
إذ صنّفت منظمة الشفافية الدولية العراق في المرتبة الثامنة من بين 140 دولة من حيث انتشار الفساد.
كما أعلنت وزارة المالية العراقية سابقًا أن أكثر من 450 مليار دولار فُقدت من الموازنات العامة منذ عام 2003.
وفي السياق نفسه، قال النائب عامر عبد الجبار لكوردستان24:
"أغلب المسؤولين في الدولة يحملون شهادات مزورة. كانوا فقراء قبل تسلُّم المناصب، واليوم يعمل بعضهم لصالح دول أخرى. هؤلاء جهلة، وانتهازيون، وفاسدون".
ويعاني الشارع العراقي من واقع مرير، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن يُبدي المواطنون شكواهم من الرشوة والمحسوبية داخل المؤسسات الحكومية، ما فاقم من مشاعر الإحباط واليأس لدى عامة الناس.
في ظل هذا الواقع، أعلن مقتدى الصدر أنه لن يعود إلى الساحة السياسية، بعد أن وجد نفسه عاجزًا عن مواجهة الانهيار المؤسسي والفساد الذي ينخر جسد الدولة العراقية من الداخل.
تقرير: شفان جباري- مراسل كوردستان24 في بغداد