أزمة الكهرباء تعود بقوة في بغداد.. مواطنون يواجهون الحرّ بـ10 دقائق من التجهيز!

أربيل (كوردستان24)- عاد الصراع مع أزمة الكهرباء في العاصمة بغداد إلى الواجهة مجددًا، بالتزامن مع موجة حرّ شديدة تضرب البلاد، حيث تعيش مناطق واسعة من العاصمة واقعًا خدميًا متدهورًا مع انهيار شبه كامل لمنظومة الطاقة الكهربائية، وسط تصاعد الغضب الشعبي وتكرار الوعود الحكومية التي لم تُترجم على أرض الواقع.
في العديد من أحياء بغداد، تصل ساعات قطع التيار إلى أكثر من 6 ساعات مقابل تجهيز لا يتجاوز نصف ساعة، وأحيانًا لا يتعدى بضع دقائق، فيما ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، حتى باتت أمنية الكثيرين مجرد الحصول على ساعتين متواصلتين من الكهرباء.
مواطن من حي النصر يقول لكوردستان24، "القطع يصل إلى 5 أو 6 ساعات، مقابل تجهيز لا يتجاوز ربع ساعة، وأحيانًا 10 دقائق فقط ثم تنقطع الكهرباء مجددًا. الوضع نفسه في حي النصر، البلديات، الأمين، الكمالية، كلها تعاني."
مواطن آخر يضيف، "الكهرباء سيئة جدًا. تأتي نصف ساعة فقط ثم تقطع لأكثر من 4 ساعات. نتمنى أن تعود كما في النظام القديم، ساعتان تجهيز مقابل ساعتين قطع. الآن لا نستطيع النوم من شدة الحر، نبقى مستيقظين حتى الصباح ولدينا أعمال تنتظرنا."

خطط حكومية غير واقعية؟
وكما في كل صيف، تعلن وزارة الكهرباء عن خطط طويلة الأمد، دون أن تلبي الحاجات الفورية للمواطنين، في وقت وصل فيه الشارع إلى حالة من الغليان بسبب التدهور المستمر.
المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد العبادي، صرّح لكوردستان24 قائلاً، "هناك اعتماد متزايد على مصادر الطاقة الشمسية والمتجددة، بدعم من الحكومة ووزارة الكهرباء، وتم توقيع عقود مع شركات عالمية. كما نعمل على تحويل المباني الحكومية إلى منظومات شمسية، إضافة إلى تشجيع البنك المركزي والمصارف على إطلاق قروض ميسّرة للمواطنين لشراء منظومات طاقة شمسية."
ورغم إنفاق مئات مليارات الدولارات على قطاع الكهرباء منذ عام 2003 وحتى اليوم، لم يلمس المواطنون أي تحسن يوازي هذا الإنفاق، في بلد يمتلك واحدًا من أكبر الاحتياطيات النفطية في العالم، وكان يمكن أن يكون من كبار مُصدّري الطاقة لو استُثمرت هذه الموارد بالشكل الصحيح.
وفيما تستمر موجات الحرارة التي تتجاوز حاجز الـ50 درجة مئوية، يواصل العراقيون صراعهم المرير مع واقع كهربائي متدهور، وتبقى وعود الإصلاح مؤجلة إلى إشعار آخر.

تقرير: سيف علي – كوردستان24 – بغداد