بيان أهالي حيي القصور والمروج في بانياس حول مجازر الساحل السوري

أربيل (كوردستان24)- أصدر أهالي حيي القصور والمروج في بانياس، بياناً حول مجازر الساحل السوري.
وأدناه نص البيان:
لقد انتظرنا كشف حقيقة ما جرى في مدينة بانياس في الفترة من 7-9 آذار 2025 منذ الإعلان عن تشكيل لجنة تقصي الحقائق بتاريخ 9/3, واليوم بعد صدور نتائج تحقيقات اللجنة، ونتيجة العمومية الشديدة في إفادة اللجنة في المؤتمر الصحفي التي ربما توحي بوقوع أحداث متبادلة تخللها انتهاكات انتقامية، فإننا نورد فيما يلي ما جرى وما عايشناه في حيي القصور والمروج والذين يقعان شمال المدينة, وتسكنهما خليط من النسيج السوري أغلبهم من الطائفة العلوية من المتعلمين حملة الشهادات العليا المختلفة ومن العاملين في التجارة والخدمات وفي المنشآت الصناعية المحيطة بالمدينة كشركات النفط, وبالنسبة لضباط وأفراد جيش النظام السابق فقد أجرى معظمهم تسوية مع السلطات وتوارى البعض خارج المدينة, وقد عانت هذه الأحياء في الفترة بين التحرير ومجازر آذار من انتهاكات أمنية عديدة غير مبررة ومن استفزازات متكررة من السلطات الجديدة وجمهورها, وصولاً إلى مساء الخميس 6/3 الذي شهد ما سمي ب “انقلاب الفلول” وبرغم الأنباء التي تم تناقلها مساءً عن إطلاق النار من مجموعة مسلحة مكونة من عدة أفراد اتجاه المشفى الوطني لم يسفر عنها أية أضرار , وعن هجوم أكبر استهدف مقر الأمن العام في مدخل المدينة الشرقي وأسفر عن وقوع ضحايا في الأمن العام لم يتم التصريح عن عددهم, إلا أنه لم يكن ثمة فراغ أمني بل على العكس بدء بانتشار مكثف لقوى أمنية ونشر لأسلحة ثقيلة تطلق نيرانها من أطراف الحي ومن الكورنيش البحري, وتجمع الشهادات أنه مع ساعات الفجر الأول انسحبت مجموعة “الفلول” من مدخل المدينة الشرقي, أما بالنسبة لوقائع أيام المجزرة فنجملها بالنقاط الآتية:
1- صباح يوم الجمعة 7/3 وفي ظل سيطرة أمنية كاملة لقوات أمنية حكومية بدأت انتشارها منذ مساء اليوم السابق، قامت عناصر يعتقد أن أغلبها محلية بعمليات اعتداء على منازل الآمنين في حي القصور، وقبيل ظهيرة يوم الجمعة بدأت أعداد كبيرة من الفصائل بالوصول بأسلحتها الثقيلة وسياراتها وقامت بالتوزع على شوارع حيي القصور والمروج تحت وابل من إطلاق النار عشوائي من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
2- قامت مجموعات تابعة لمختلف الفصائل مكونة من عدة أشخاص (سوريين وأجانب) بالطرق على أبواب منازل المدنيين الآمنين والسؤال فيما إذا كان المنزل لسكان علويين وهنا بدأت الانتهاكات من الشتائم والتركيع والضرب وسرقة الأموال والمجوهرات والموبايلات وطلب مفاتح السيارات مع أوراقها ومن ثم سرقتها، وصولاً لقتل عائلات بأكملها.
3- في العديد من الحالات كانت برفقة الفصائل مرشدين محليين وفي كثير من الحالات قام عناصر الفصائل بالسؤال عن البيوت التي يسكنها العلويون في الشارع، علماً أن الانتهاكات والسرقات لم تستثني المدنيين من باقي الأقليات.
4- تم استباحة حيي القصور والمروج لعدة أيام حيث كانت المجموعات المختلفة تقتحم البيوت العديد من المرات ومن تم سرقة منزله من قبل مجموعة تأتي مجموعات أخرى لقتله، كما قامت العديد من المجموعات بالإجهاز على جرحى مدنيين قامت سابقاً مجموعات أخرى بإصابتهم. كما تم القضاء على عائلات بأكملها.
5- تم استهداف الكثير من النخب بطريقة مقصودة وقد قامت المجموعات بالنداء للعديد من الأطباء بالاسم للنزول من منازلهم ومن ثم قتلهم. وبلغ عدد الأطباء والصيادلة 28 من الجنسين، و22 مهندساً ومهندسة و16 مدرساً ومدرسة و7 محامين من الجنسين، بالإضافة للأطفال وكبار السن.
6- بالإضافة إلى المجازر الميدانية المذكورة شهد الحي أعمالاً وحشية بعضها موثق بالمقاطع مثل الذبح وحرق الجثث والاجهاز على الجرحى وقتل الحوامل والرضع والتحرش….. الخ
7- تم الامتناع عن اسعاف المدنيين وقد تم التصريح بذلك من قبل من يرد على اتصالات المستغيثين “ممنوع اسعاف المدنيين” ومن نجح بالوصول إلى المشفى الوطني من الجرحى كانت الفصائل بانتظاره.
8- بلغ عدد الشهداء الذين تمكن الأهالي من احصائهم 470 شهيداُ.
9- بالإضافة إلى حيي القصور والمروج هنالك حي ثالث تسكنه غالبية من الطائفة العلوية، وهو حي القوز الذي يقع على تل مرتفع ويفصل الطريق الدولي بينه وبين المدينة مما سهل على السكان رؤية الخطر القادم إليهم والهرب، فبلغ عدد القتلى 7 أشخاص، إلا أن الحي تم استباحة منازله ومتاجره كما تثبت المقاطع المصورة.
وبالنسبة لأعمال السلب والنهب والحرق التي شهدتها الأحياء المذكورة، نورد النقاط التالية:
1. حي القوز تم سلب أو سلب وحرقه ما مجموعه 175 منزلاً ومحلاً تجارياً.
2. تم نهب المحلات التجارية بأحياء القصور والمروج دون استثناء سوى لبعض المحلات الهامشية، فتم نهب كافة محلات السوبر ماركت ومعارض السيارات والدراجات النارية ومحلات الألبسة والأحذية والاكسسوارات…. الخ وتم بعد ذلك القيام بحرق العديد منها.
3. جميع عمليات السرقة تمت بعد قيام الفصائل وقوات ترتدي زي الأمن العام بتحطيم أقفال المحال ومن ثم تحضر شاحنات صغيرة ومتوسطة وجموع تقوم بالنهب والتحميل والحرق.
4. تم استهداف جميع المقاهي والمطاعم التي يشتهر بها حيي القصور والمروج حيث سرقت جميعاً وأحرق أغلبها بعد ذلك، كما تم نهب وتخريب جميع المقاهي التابعة للعلويين على الكورنيش البحري.
5. محلات العلويين في سوق مدينة بانياس: يتكون سوق بانياس من شارعين متوازيين وتعود ملكية محلات السوق التجارية لمختلف الطوائف، ولم تقم الفصائل المهاجمة للمدينة بسرقة محلات السوق التجاري، باستثناء محلات معينة لعلويين معروفين بقوة تجارتهم، ومنها محلات تجارة الموبايلات حيث تم نهب وحرق محلين متجاورين في السوق تعود ملكيتها للسيد مهدي العاتكي، وتم نهب محل موبايلات السيد محمد شدود…….الخ
المعالجة الحكومية:
1. تم حصار الحي بعد المجزرة ومنعت الصحافة من الدخول ولم يسجل أي حضور لجهود الإغاثة الحكومية أو أي حضور رسمي للمعالجة ووصل الأمر حد إعاقة وصول قوافل الإغاثة الأهلية، فيما اقتصرت جهود الإغاثة على الهلال الأحمر والمبادرات الأهلية ودعم من بعض منظمات الأمم المتحدة.
2. لم تقم السلطات بأي جهود لاسترداد باقي المسروقات، ومن ينجح باستعادة سيارته عن طريق دفع المال للسارقين يجبر على توقيع إقرار بأن فلول النظام هم من قاموا بسرقة سيارته.
3. العديد من المحلات التي نهبت تم الكشف عن وجود بضائعها في محلات تجارية في أحياء أخرى ولم تتخذ السلطات أي اجراء حيال ذلك.
4. وعلى الرغم من خسارة معظم السكان لمقتنياتهم ومواردهم الاقتصادية فلم يلاحظ أي مسعى حكومي لإدخال مساعدات أو القيام بحصر الخسائر أو التعويض.
5. يتم إجبار الأهالي الذين حاولوا استخراج وثائق وفاة للشهداء على التوقيع على إقرار بأن فلول النظام هم من قاموا بقتلهم.