أطفال غزة بين أزمة المياه وحرمان الطفولة.. براءة ضائعة في طوابير العطش
أربيل (كوردستان24)- تحولت الطفولة في غزة إلى مهمة يومية شاقة ومحفوفة بالمسؤوليات، إذ أصبح الأطفال يتصدرون طوابير انتظار المياه بدل مقاعد الدراسة، في مشهد يجسد قسوة الواقع الإنساني تحت الحصار المستمر.
لا ماء ولا فسحة للعب… أطفال غزة اليوم يسيرون لمسافات طويلة حاملين عبوات المياه على عربات أو دراجات متواضعة، بحثًا عن مصدر يروي ظمأ أسرهم.
يقول أحمد، وهو طفل من غزة، لكوردستان24، "كان المفترض أن أذهب إلى المدرسة وأحمل حقيبتي، لكنني أحمل الآن عبء تأمين الماء لأهلي. أقطع مسافات بعيدة كل يوم من أجل ملء قربة مياه، وأحيانًا لا نجد الماء حتى بعد هذا العناء."
الأزمة تتفاقم مع الانقطاع المتواصل للكهرباء وشح الوقود اللازم لضخ المياه في المخيمات.
يضيف أحمد، "المياه تأتي أحيانًا يوماً كل يومين أو ثلاثة، وأحيانًا لا تصل أبداً. حتى الفطور أصبح رفاهية، لا يمكننا تحضيره إلا إذا توفرت المياه."
تتوزع العائلات على ملاعب ومدارس قريبة، في محاولة يائسة للحصول على القليل من الماء. في الوقت الذي كان يجب أن ينعم فيه أطفال غزة باللعب والتعليم، أصبحوا أسرى لأزمة إنسانية تجردهم من أبسط حقوقهم.
أطفال غزة سلبهم الحصار حقهم في التعليم، والعلاج، واللعب، وتحولوا من رموز للبراءة إلى أرقام في سجلات الضحايا. إنها رمزية موجعة لطفولة انتهكتها قرارات لا إنسانية في منطقة تصرخ كل يوم من أجل حقها في الحياة.
تقرير: بهاء الطوباسي – كوردستان24 – غزة