تركيا تكافح لإخماد حرائق ضخمة لليوم الثالث على التوالي

يحاول السكان ورجال الإطفاء إخماد حريق غابات في منطقة جورسو- بورصة (فرانس برس)
يحاول السكان ورجال الإطفاء إخماد حريق غابات في منطقة جورسو- بورصة (فرانس برس)

أربيل (كوردستان 24)- لا تزال تركيا الإثنين تكافح حرائق ضخمة، من بينها الحريق في بورصة، رابع أكبر المدن التركية والمركز الصناعي في شمال غرب البلاد، حسبما أعلن وزير الزراعة والغابات التركي.

وإلى بورصة حيث اندلع الحريق مساء السبت، طالت النيران أيضا بحسب إبراهيم يوماكلي منطقة كارابوك (شمال)، أكبر منطقة حرجية في تركيا وتضم خصوصا مدينة صفران بولو السياحية الصغيرة، ومنطقة كهرمان مرعش (جنوب).

وأصدرت سلطات محافظة ديار بكر تحذيرا للمواطنين الاثنين من ارتفاع درجات الحرارة "من 4 إلى 6 درجات فوق المعدلات الموسمية حتى الثاني من آب/أغسطس".

ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين هذه الظاهرة بأنها "حرب".

وتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تستمر موجة الحر هذا الأسبوع، على عكس اليونان المجاورة حيث يبدو أنها آخذة في الانحسار.

لليوم الثالث على التوالي يحاول رجال الإطفاء مكافحة ثلاثة حرائق حول بورصة، في شمال غرب البلاد.

ورغم الموارد الكبيرة المُستخدمة، 850 آلية وست طائرات وأربع مروحيات، إلا أن الرياح القوية حالت دون استخدام معدات مكافحة الحرائق الجوية بشكل كاف، بحسب وزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماكلي.

واوضح الوزير "نظرا لحجم الحرائق وشدّتها، فإن قدرة الدولة على الاستجابة سريعا في مثل هذه الكوارث تكون أحيانا محدودة".

وتابع "عندما تهب الرياح لا يمكن للطائرات التحليق ويستغرق الأمر ساعات بل حتى أياما للسيطرة على الحريق".

ويساعد السكان في نقل صهاريج المياه عبر جراراتهم.

واظهرت مقاطع بثها التلفزيون السكان يركضون نحو الحرائق، حاملين أكواب الماء في أيديهم.

ومنذ بداية الصيف، شهدت عدة دول أوروبية موجات حرّ شديدة، مما أدى إلى انتشار حرائق الغابات.

وترتبط  هذه الحرائق بظواهر مختلفة تعود، بحسب العلماء، إلى الاحتباس الحراري.

وفي اليونان، بعد عطلة نهاية أسبوع من التعبئة المكثفة، لم يرصد رجال الإطفاء سوى "حريق نشط" واحد، اندلع في حرم جامعة أثينا.

وفي البرتغال، تمت تعبئة أكثر من 250 رجل إطفاء الاثنين بمساعدة أربع طائرات إسبانية لإخماد حريق في منطقة جبلية يصعب الوصول إليها في الشمال، بالقرب من الحدود الإسبانية.

- "أنشطة بشرية" -

وأجلي سكان 19 قرية في منطقة صفران بولو، وأكثر من 3500 شخص في محيط بورصة.

منذ الأسبوع الماضي، لقي 14 شخصا حتفهم أثناء مكافحة الحرائق، من بينهم عشرة عمال غابات ومنقذون متطوعون الأربعاء أثناء مكافحتهم حريق غابات عنيفا في محافظة إسكيشهير.

وأكد إردوغان اندلاع أكثر من 3100 حريق منذ بداية الصيف بسبب "الاحتباس الحراري"، مضيفا أن "96% من هذه الحرائق ناجمة عن أنشطة بشرية".

واشار إلى أعقاب السجائر والنزهات و"بعض حالات التخريب".

وفي ظل موجة الحر والجفاف التي طالت مساحات شاسعة من البلاد، دعت السلطات التركية الأحد مجددا إلى توخي الحذر، محذرة من أن خطر الحرائق سيظل قائما حتى تشرين الأول/أكتوبر.

واشار عبد الرحمن سانلي، وهو متقاعد يبلغ 71 عاما في ديار بكر إلى ظواهر غير مألوفة قائلا "كان هناك ثلوج، الكثير من الثلوج، كانت هناك مياه، وكانت الجداول تتدفق حتى الآن. اليوم، لا ماء، لا شيء، الجفاف التام".

وبحسب دراسة استشهد بها تقرير للأمم المتحدة في بداية تموز/يوليو، فإن 88% من أراضي تركيا معرضة لخطر التصحر.

وذكرت صحيفة "بير غون" المعارضة أن الحكومة تجاهلت تحذيرات الخبراء بشأن مخاطر الحرائق، منددة بتقصيرها في التخطيط وقلة الموارد المخصصة.

واوضحت الصحيفة أن حصة إدارة الغابات من الموازنة الوطنية انخفضت من 4,5% العام 2019 إلى 3,3% العام 2025، مشيرة إلى أنه في العام 2024، "خصص 23 ألف هكتار من مساحة الغابات لإنشطة غير حرجية، على غرار التعدين والبناء".

AFP