غزة: أسواق مفتوحة على الخطر… بين القصف والجوع وصمود الناس
أربيل (كوردستان24)- تنهض أسواق غزة كل صباح، لكن الحياة فيها باتت أقرب إلى القلق منها إلى الأمل. لم تعد الأسواق مكانًا للتسوق فقط، بل تحولت إلى مساحات يخيّم عليها الخوف من القصف، وخطوات الغزيين فيها خفيفة ومترددة، كأنها تعتذر من الحياة التي باتت شديدة القسوة.
الخطر حاضر في كل زاوية. الأسعار تزداد يومًا بعد آخر، ومع ذلك، يغامر السكان بالخروج بحثًا عن لقمة عيش. يقول المواطن كمال غباين لكوردستان24: "أحيانًا أضطر للنزول إلى السوق رغم الخوف من القصف، أخرج وأتسوق بقلب يرتجف. لم يعد لدينا رفاهية الاختيار، فنحن ننزل غصبًا عنّا لنبحث عن الحد الأدنى من الطعام".
فيما يقول المواطن عبدالمنعم حجاج: "في أي لحظة قد تتعرض الأسواق للقصف، كثير من الناس فقدوا أقاربهم هنا، ورغم ذلك نحن مضطرون للنزول لجلب الضروريات. شراء علبة فول أو كيس خبز أصبح مغامرة خطرة، لكن لا مفرّ منها".
الجوع في غزة ليس مجرد شعور مؤقت، بل حالة يومية تضغط على المعدة وتثقل الأرواح. يركض السكان بين البسطات المتهالكة يبحثون عن كسرة خبز أو طعام يسد الرمق. مشهد التسوق هنا أصبح لوحة من الشجاعة اليومية، إذ بات الطعام رمزًا للنجاة في زمن لم يعد يعرف الرحمة.
كثيرون تخلّوا عن النزول إلى الأسواق خوفًا من الغارات الإسرائيلية المتكررة، ومع ذلك يبقى البعض مضطرين للمجازفة لتأمين الحد الأدنى من حاجاتهم. وهنا الكلام للمواطن علاء الدين أبو دقة : "لم يعد لدينا أي ضمان، في أي لحظة قد يتحول السوق إلى ساحة استهداف، ورغم ذلك لا خيار أمامنا".
بين القصف والجوع والفقدان، لا يزال الغزيون صامدين، لا يتوقفون عن البحث عن الحياة ولو في أحلك الظروف. غزة اليوم لا تعيش فقط على ما توفره الأسواق، بل على الصبر، وعلى دموع الأمهات، وعلى بقايا الكرامة التي لم تُقصف بعد.
تقرير: بهاء طباسي – كوردستان24 – غزة