العطش يضرب دمشق.. انخفاض منسوب نبع الفيجة يفاقم معاناة السكان
أربيل (كوردستان 24)- تواجه العاصمة السورية دمشق أزمة مياه حادة، حيث تحوّل انقطاع المياه عن المنازل إلى مشهد يومي يثقل كاهل السكان، ويجبرهم على البحث عن حلول بديلة ومكلفة لتأمين أبسط احتياجاتهم الأساسية.
وبات الاعتماد على الصهاريج الخاصة التي تبيع المياه بأسعار مرتفعة هو الخيار الوحيد أمام العديد من الأسر، مما يضيف عبئاً مالياً جديداً على حياتهم المعيشية الصعبة أصلاً.
معاناة يومية وتقنين قاسٍ
في حديثه لكوردستان 24، يصف المواطن محمد يوسف حجم المعاناة قائلاً: "المياه تصلنا يوماً بعد يوم، ولمدة أربع ساعات فقط، تبدأ من الساعة الثانية ظهراً وتنتهي عند السادسة مساءً". ويضيف أن هذه الفترة القصيرة "غير كافية على الإطلاق لتأمين احتياجات الأسرة من المياه".
ولفت يوسف إلى مشكلة أخرى تضاعف من الأزمة، وهي عدم تزامن وصول المياه مع توفر الكهرباء. ويوضح: "هناك مشكلة أخرى، فالناس الذين لا يملكون (كهرباء) طوال الوقت يواجهون مصيبة حقيقية، فعندما تأتي الكهرباء لا توجد مياه، وعندما تصل المياه تكون الكهرباء مقطوعة، مما يضطرهم في النهاية لشراء المياه".
انخفاض تاريخي في المصادر الرئيسية
رسمياً، تعود أسباب الأزمة إلى تراجع الموارد المائية بشكل غير مسبوق. وفي هذا السياق، أوضح المهندس أحمد درويش، مدير مؤسسة المياه في دمشق، أن السبب الرئيسي هو "انخفاض كميات المياه الواردة إلى خزانات الشرب في المدينة".
وقال درويش لكوردستان 24: "يعاني سكان دمشق وريفها المحيط هذا العام من انخفاض ملحوظ في كميات المياه الواصلة إليهم عبر الشبكة. ويعود ذلك بشكل أساسي إلى الانخفاض الحاصل في منسوب المصدر الرئيسي الذي يغذي العاصمة، وهو نبع الفيجة، بالإضافة إلى نهري بردى وحاروش". وأشار إلى أن هذا العام سجل انخفاضاً كبيراً في منسوب النبع مقارنة بالسنوات السابقة.
بنية تحتية متهالكة تفاقم الأزمة
إلى جانب شح المصادر المائية، تعاني شبكة المياه والبنية التحتية في دمشق من ضعف شديد نتيجة تقادمها وغياب أعمال الصيانة الدورية اللازمة، الأمر الذي يعيق وصول الكميات المحدودة من المياه إلى العديد من المناطق السكنية بشكل منتظم ويزيد من تفاقم الأزمة.
ويشكل هذا الانخفاض الكبير في منسوب المياه في نبع الفيجة والآبار المحيطة به تهديداً جدياً للأمن المائي لملايين السكان في العاصمة دمشق، وينذر بأزمة قد تتفاقم أكثر مع مرور الوقت إذا لم يتم إيجاد حلول جذرية.
تقرير : أنور عبداللطيف – كوردستان24 - دمشق
