روسيا ترحب بحذر بالاتفاق بين أرمينيا وأذربيجان وإيران تحذّر من الممر

أربيل (كوردستان 24)- رحبت روسيا، اليوم السبت، بالاتفاق الذي وقعته أرمينيا وأذربيجان الجمعة في الولايات المتحدة والرامي لإنهاء النزاع القائم بينهما منذ عقود في جنوب القوقاز.

وفي حين وصف حلف شمال الأطلسي الاتفاق بـ"خطوة مهمة إلى الأمام"، قابلته إيران، الجارة الجنوبية للبلدين، بتحذير من أنها لن تتساهل مع ما تتضمنه لجهة إقامة منطقة عبور تربط أذربيجان بجيب نخجوان عبر أرمينيا، تعرف باسم "ممر زنغزور".

وتخشى الجمهورية الإسلامية من أن يؤدي هذا الممر الذي تطالب به باكو منذ عقود، بقطع اتصالها الجغرافي البري من خلال حدودها الشمالية مع أرمينيا، وبالتالي عبر ذلك الى أوروبا.

وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين على خلفية الحدود والأقاليم ذات النسيج العرقي المتباين ضمن أراضيهما. وتحاول الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان منذ سنوات التوصل إلى اتفاق سلام، لكن المحادثات لم تثمر.

وتعد رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في الولايات المتحدة الجمعة، بـ"إنهاء نزاعهما الاقليمي بشكل دائم"، بحسب ما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب راعي اللقاء بين الزعيمين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن "اجتماع مسؤولي الجمهوريتين الواقعتين في جنوب القوقاز، بوساطة الجانب الأميركي، يستحق تقييما إيجابيا".

أضافت "نأمل في أن تدفع هذه الخطوة قدما بأجندة السلام".

وشددت موسكو على ضرورة إقامة "حوار مباشر دون مساعدة خارجية". وحذرت من أن "مشاركة جهات فاعلة من خارج المنطقة يجب أن تُسهم في تعزيز أجندة السلام، لا أن تُسبب صعوبات إضافية".

ورغم أن روسيا تبقى حليفا وثيقا لأرمينيا وأذربيجان، تراجعت علاقاتها مع هاتين الدولتين بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين، لدرجة أن يريفان وباكو تنحوان الى الغرب بشكل متزايد.

رفض "أيّ تدخّل أجنبي"

من جانبه، رحّب الناتو باتفاق واشنطن، واصفا إياه بأنه "خطوة مهمة إلى الأمام وتقدم لتحقيق السلام".

كما أعربت باريس ولندن والمفوضية الأوروبية عن ارتياحها للاتفاق.

ورأى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن "التقدم المحرز لتحقيق السلام مُرضٍ"، وذلك عقب اتصال هاتفي مع نظيره الأذربيجاني وحليفه إلهام علييف.

كما رحّبت الأمم المتحدة بـ"المرحلة المهمة في تطبيع العلاقات".

من جهتها، أبدت إيران موقفا حذرا.

فقد أشادت وزارة الخارجية الإيرانية "بوضع البلدين اللمسات الأخيرة على نصّ اتفاق السلام"، من دون أن تخفي "مخاوفها بشأن التداعيات السلبية لأيّ تدخّل أجنبي، بأيّ شكل كان، خصوصا بالقرب من الحدود المشتركة".

أما علي أكبر ولايتي، المستشار البارز للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، فكان واضحا في رفض طهران ما تضمنه الاتفاق بشأن ممر بين أذربيجان وجيب نخجوان.

ونصّ الاعلان المشترك على إنشاء "منطقة عبور" تمر عبر أرمينيا وتربط أذربيجان بجيب نخجوان التابع لها غربا، على أن يشار إليه بـ "طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين". ولطالما عارضت طهران هذا المشروع، الذي يعرف أيضا بـ"ممر زنغزور"، ويربط أذربيجان بتركيا مرورا بمحاذاة الحدود الإيرانية مع أرمينيا.

وقال ولايتي لوكالة تسنيم "إن تنفيذ هذه المؤامرة من شأنه أن يُعرّض أمن جنوب القوقاز للخطر، وقد أكدت إيران أنها، سواء بالتنسيق مع روسيا أو من دونها، ستعمل على ضمان استقرار المنطقة".

أضاف "نحن نعتقد أيضا أن روسيا تُعارض هذا الممر من منطلق استراتيجي"، مؤكدا أنه "لن يتحول إلى ممر يملكه ترامب، بل سيكون مقبرة لمرتزقته".

ويمنح الاتفاق الولايات المتحدة حقوقا خاصة في الممرّ الواقع في منطقة استراتيجية غنية بالهيدروكربونات.

وأكد ولايتي أن بلاده لن تسمح "للناتو (حلف شمال الاطلسي) بالاقتراب من حدود إيران الشمالية"، مشيرا إلى مناورات إيرانية روسية مشتركة أجريت في بحر قزوين مؤخرا تحمل رسالة مفادها أن طهران ستدافع "عن مصالحها بكل قوة".

"توصلّنا إلى السلام"

وتعهّدت أرمينيا وأذربيجان الجمعة في واشنطن وضع حد "نهائي" لنزاع دائر بينهما منذ عقود، وفق ما أعلن ترامب.

وقال "تلتزم أرمينيا وأذربيجان وقفا نهائيا للقتال"، وكذلك التعاون التجاري وفتح مجال السفر وإقامة "علاقات دبلوماسية والاحترام المتبادل لسيادة وسلامة أراضيهما".

ومن غير الواضح ما إذا كان هذا الاتفاق مُلزما أم لا.

بعد توقيعه أشاد رئيس الوزراء الأرميني بـ"سلام" تاريخي مع أذربيجان.

وقال باشينيان خلال مؤتمر صحافي "منذ أشهر وأنا أقول إن لا حرب بين أرمينيا وأذربيجان بل سيحلّ السلام. واليوم، يمكن القول إننا توصلّنا إلى السلام".

واندلعت حربان بينهما حول إقليم ناغورني قاره باغ الجبلي الذي استعادت أذربيجان السيطرة عليه من أرمينيا في هجوم خاطف سنة 2023، تسبّب في نزوح أكثر من 100 ألف أرمني.

تحاول باكو ويريفان منذ أشهر التوصل إلى اتفاق سلام. وكانت أذربيجان قدمت لأرمينيا مطالب من بينها تعديلات دستورية تتضمن التخلي عن أي مطلب إقليمي في قره باغ.

 

المصدر: فرانس برس 

Fly Erbil Advertisment