الحرارة تتجاوز نصف درجة الغليان في بغداد.. والحياة شبه متوقفة نهاراً
أربيل (كوردستان 24)- مع استمرار موجة الحر الشديد التي تضرب العراق، وصلت الحياة في العاصمة بغداد إلى شبه توقف خلال ساعات النهار، حيث دفعت درجات الحرارة، التي تجاوزت نصف درجة الغليان، بالكثير من أصحاب المحال والمواطنين إلى البحث عن أي وسيلة للتخفيف من وطأة القيظ، بينما أجبر آخرون على تغيير مواعيد عملهم إلى المساء.
في منطقة السنك التجارية، أحد شرايين بغداد الاقتصادية، تبدو المراوح التي تنشر رذاذ الماء هي الوسيلة شبه الوحيدة التي يعتمد عليها أصحاب المحال التجارية لمواجهة لهيب الصيف، لكنها لا تكفي.
فالشمس الحارقة أجبرت الكثيرين، خاصة أصحاب الأعمال الميدانية مثل سائقي سيارات الأجرة، على التوقف عن العمل في ذروة الحر.
ويُعد سائقو سيارات الأجرة من أكثر الفئات تضرراً. يقول أحدهم لكوردستان 24: "لا أستطيع العمل في النهار، لأن السيارة تتأثر وتلحق بها أضرار. أنتظر حتى الساعة السادسة أو السابعة مساءً لأخرج للعمل."
ولم يقتصر الأمر على سائقي الأجرة، إذ يؤكد مواطن آخر أن الكثير من أصحاب الأعمال والعمال اضطروا لتغيير أوقات عملهم إلى فترات المساء أو حتى الليل، للابتعاد عن الأجواء القاسية خلال النهار.
من جانبها، ترى هيئة الأنواء الجوية العراقية أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة يُعد أمراً طبيعياً، خصوصاً خلال الفترة الممتدة من شهر حزيران (يونيو) وحتى نهاية شهر آب (أغسطس).
مشيرةً إلى أن أغلب المنخفضات الجوية الحارة مصدرها الهند.
في هذا السياق، أوضح عامر الجابري، مدير إعلام هيئة الأنواء الجوية، في حديثه لكوردستان 24: "درجات الحرارة التي تدخل البلاد في هذه الفترة، من شهر حزيران إلى نهاية شهر آب أو حتى الربع الأول من أيلول، هي بسبب المنخفضات الموسمية الحرارية التي يتشكل أغلبها في الهند وتصل إلينا، حيث تسجل درجات الحرارة ما بين 45 و50 درجة مئوية."
وهكذا، يجد المواطن العراقي نفسه بين سندان انقطاع الكهرباء شبه الدائم في الصيف، ومطرقة شمس حارقة لا ترحم، دون أن يعرف متى سيكون الفرج.
تقرير: سيف علي - كوردستان 24 – بغداد
