تصاعد المخاوف في غزة من اجتياح إسرائيلي شامل
أربيل (كوردستان24)- في غزة، حيث الحرب تلتهم الأيام والأحلام منذ 22 شهراً، يقف السكان على حافة كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط مخاوف من اجتياح إسرائيلي شامل للقطاع. أصوات الخوف تختلط بأنين النازحين الذين فقدوا بيوتهم، فيما تبقى قلوبهم معلّقة بأمل هدنة توقف نزيف الدم المستمر.
على طرقات غزة الممزقة، يصطف النازحون في مشهد يختصر حكاية مدينة أنهكها القصف حتى العظم. الجيش الإسرائيلي يضع اللمسات الأخيرة على اجتياح بري واسع، فيما القلق يعلو في عيون الأمهات والأطفال الذين لا يملكون سوى الانتظار.
يقول عاهد فروانة، محلل سياسي، لـ كوردستان24: "الاحتلال ماضٍ في مشاريعه التي تهدف إلى القتل والتدمير والتهجير، وجعل قطاع غزة مكاناً غير صالح للحياة لإجبار الناس على الهجرة، وهذا هو مخططه الأبرز في الوقت الحالي."
أما منير عطالله، وهو نازح، فيروي: "كانت نوايا الاحتلال واضحة، فقد أجبرنا على الخروج من الأحياء الشرقية ومحافظة الشمال نحو غرب المدينة، والآن لم يبق لنا سوى الجنوب، حيث لا توجد خيم أو مأوى."
اثنان وعشرون شهراً من القصف الممنهج حولت المنازل إلى أنقاض، والذكريات إلى رماد. النازحون الذين اعتادوا حمل ما تبقى من حياتهم في أكياس بلاستيكية، يعيشون اليوم في خيام مهترئة داخل مراكز الإيواء، وسط سؤال يزداد إلحاحاً: أين يذهبون حين تُغلق كل الأبواب؟
نداء العكلوك، وهي نازحة أخرى، تقول لـ كوردستان24: "احتلال غزة خلال عملية عسكرية يشكل خطراً كبيراً على المواطنين. الاحتلال سيطر على 75% من القطاع، ولم يتبق سوى 25%، وهي مناطق غير صالحة للسكن أصلاً، وفوق ذلك لا توجد خيم ولا ماء ولا مقومات حياة."
تتعالى رسائل الاستغاثة من بين الركام، موجهةً إلى كل ضمير حي في العالم. كلماتهم ليست بيانات سياسية، بل نداءات قلبية لإنقاذ أطفالهم من مصير مجهول، وقطع الطريق أمام اجتياح قد يبتلع ما تبقى من أرواحهم.
وبينما تئن غزة تحت وطأة الحرب والجوع والعطش، يظل ثبات أهلها مشهداً يليق بالتاريخ. هنا، حيث تختلط دموع الأطفال بنداءات الأمهات، تبقى الإرادة أقوى من الاجتياح، والأمل نافذة ضوء تتحدى الحصار.
كوردستان24 – غزة – بهاء الطوباسي