فؤاد حسين: نحن بحاجة إلى تشريع قوانين لتثبيت الشراكة الدستورية بين المركز والإقليم

أربيل (كوردستان 24)- في مقابلة خاصة مع قناة "شمس" من أربيل، تحدث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن التحديات الإقليمية التي تعصف بالمنطقة منذ السابع من أكتوبر.

مؤكداً أن العراق تمكن حتى الآن من النأي بنفسه عن الصراع بفضل مزيج من العمل الداخلي والحراك الدبلوماسي الخارجي.

العراق أمام العاصفة

قال حسين: "عملنا على أساسين: الداخل والخارج. داخلياً كان لرئيس الوزراء وقادة سياسيين دور مهم في الحوار مع الفصائل المسلحة لتجنيب البلاد الانخراط في الحرب. وخارجياً، كثفنا الاتصالات مع الولايات المتحدة والدول العربية المؤثرة للضغط على إسرائيل ومنع توسع رقعة الحرب إلى الأراضي العراقية".

وأوضح أن "الحكومة العراقية التزمت بالدستور، وحرصت على أن يكون قرار السلم والحرب بيد الدولة، وليس الفصائل"، مؤكداً أن "إدخال العراق في الحرب كان سيؤدي إلى تدمير الجميع، بما في ذلك تلك الفصائل نفسها".

السلاح خارج الدولة

وعن ملف السلاح غير الشرعي، أشار حسين إلى أن "المسألة لا يمكن حلها بالعنف لأنه قد يقود إلى اقتتال داخلي، وإنما بالحوار العقلاني بين القوى الشيعية أولاً، ثم بحوار وطني أشمل"، مضيفاً: "لا يمكن قبول سلاح خارج إطار الدولة، لكن الوصول إلى هذه النتيجة يحتاج إلى تدرج وتفاهمات سياسية".

النفوذ الإيراني والتوازن الدولي

وفي معرض رده على سؤال حول النفوذ الإيراني في العراق، قال حسين: "لا يمكن القول إن إيران تحكم العراق، لكن من غير الواقعي إنكار تأثيرها. العراق يعاني أزمة سيادة منذ التسعينيات، واستعادتها تتطلب بناء مؤسسات قوية والتقليل من التدخلات الخارجية". وأكد أن علاقات العراق مع إيران، كما مع الولايات المتحدة، تقوم على توازن حساس لحماية الساحة العراقية من التحول إلى ميدان صراع.

العلاقة بين بغداد وأربيل

وحول أزمة العلاقة بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، شدد حسين على أن "المشكلة تعود إلى ثقافة مركزية في بغداد وغياب تشريعات تترجم مواد الدستور إلى قوانين واضحة"، مؤكداً أن "الدستور يضمن الفيدرالية، لكن عدم تحويل مواده إلى قوانين خلق فجوة استُغلت لتعزيز المركزية".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى تشريع قوانين أساسية مثل قانون النفط والغاز والمجلس الاتحادي لتثبيت الشراكة الدستورية بين المركز والإقليم".

موقفه من العملية السياسية

وبشأن التلويح بانسحاب الحزب الديمقراطي الكوردستاني من العملية السياسية بسبب ملف الرواتب والنفط، قال حسين: "هناك نقاش داخل الحزب، لكن التوجه العام هو أن الحل يكمن في العودة إلى الدستور، وترسيخ الشراكة الحقيقية، لا بالانسحاب".

نظرة إلى المستقبل

وفي ختام الحوار، أكد وزير الخارجية العراقي أنه واقعي لكنه متفائل: "نحن مقبلون على الانتخابات السادسة منذ 2005، وهذه خطوة مهمة رغم النواقص. استمرار المسار الديمقراطي وتثبيت النظام الفيدرالي هما الركيزتان الأساسيتان لحماية العراق".

 
 
Fly Erbil Advertisment