"جمعية شتوتغارت".. نافذة الكورد الثقافية في ألمانيا للحفاظ على الهوية وخدمة القضية

أربيل (كوردستان24)- في قلب مدينة شتوتغارت الألمانية، تعمل "الجمعية الكوردية" كمركز ثقافي نابض بالحياة، حيث تكرّس جهودها لخدمة القضية الكوردية والحفاظ على إرثها الثقافي واللغوي الغني. تأسست الجمعية في الأول من يوليو عام 2012، لتصبح ملتقى للكورد من جميع أنحاء كوردستان الأربعة، ومنصة لتعريف المجتمع الألماني بقيم وتاريخ الشعب الكوردي.

رسالة ثقافية وأهداف واضحة
تتركز أهداف الجمعية، التي تتألف من ممثلين عن كافة أجزاء كردستان، على تعزيز الروابط الثقافية وتنظيم الأنشطة التي تخدم اللغة والفن الكوردي. ويوضح آزاد شيويلي، عضو الهيئة الإدارية، أن "الهدف الأسمى للجمعية هو خدمة الثقافة واللغة والفن الكوردي". ويضيف شيويلي أن الجمعية تنظم فعاليات موسمية متنوعة، تركز بشكل خاص على الجانب الأدبي، حيث تستضيف كبار الكتاب والشعراء الأكراد من كوردستان وأوروبا لإقامة الأمسيات والندوات.

حاضنة للمبدعين والمثقفين
تمثل الجمعية دعامة أساسية للمثقفين والمبدعين الكورد في المهجر. وفي هذا السياق، تؤكد الكاتبة وجيهة عبد الرحمن، وهي من غرب كوردستان وصاحبة 15 كتاباً في الرواية والقصة والشعر، على الدور الحيوي الذي تلعبه هذه المراكز. وتقول: "هذه الجمعيات بمثابة الأم بالنسبة لنا، تفتح لنا أبوابها لنقدم أعمالنا ونشارك في الفعاليات". وتشارك عبد الرحمن بانتظام في اجتماعات الجمعية، حيث تناقش أنشطتها وتسلط الضوء على أعمالها الأدبية التي تُرجم بعضها إلى الفرنسية والألمانية.

تاريخ من النضال والتحديات
يعود الفضل في تأسيس الجمعية إلى رؤية مصطفى قاضي زادة، الذي أشار إلى أن فكرة إنشائها نبعت من الحاجة الماسة لوجود كيان موحد يجمع شمل الكورد. ويقول: "كان من الضروري تأسيس جمعية موحدة تضم ممثلين عن جميع أجزاء كوردستان". ويؤكد قاضي زادة، الذي يعيش في ألمانيا منذ أكثر من 35 عاماً، أن الجمعية تسعى جاهدة للحفاظ على الهوية الكوردية الأصيلة وتعريف المجتمع الألماني بها.
منذ انطلاقتها، نجحت الجمعية الكردية في شتوتغارت في تنظيم مئات الفعاليات والأنشطة المتنوعة، بهدف إيصال صوت الكورد وتعريف العالم بثقافتهم وتاريخهم العريق، لتستمر بذلك في أداء دورها كجسر ثقافي وحضاري في قلب أوروبا.
جدير ذكره انه يُقدر عدد الجالية الكوردية في ألمانيا بحوالي 1.2 إلى 1.5 مليون نسمة، مما يجعلها أكبر جالية كوردية في الشتات الكوردي بأوربا.

تقرير: آواره هورامي – كوردستان24 - ألمانيا