طريق الـ100 متر في السليمانية: شريان استراتيجي لمستقبل المدينة مصمم لـ 75 عاماً

أربيل (كوردستان24)- يُعد مشروع "طريق بابان" الدائري، المعروف بطريق الـ100 متر، أحد أضخم المشاريع الاستراتيجية التي تشهدها مدينة السليمانية، عاصمة الثقافة في إقليم كوردستان العراق. هذا المشروع الذي وضع حجر أساسه رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني في 11 يوليو 2020، بتكلفة إجمالية تصل إلى 400 مليار دينار عراقي، يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في البنية التحتية للمدينة وتخفيف الزخم المروري وتعزيز مكانتها كمركز تجاري وسياحي مهم.
تصميم فريد ورؤية مستقبلية
يمتد الطريق على طول 34 كيلومتراً، وقد تم تصميمه بمعايير عالمية حديثة ليخدم المدينة لعقود قادمة. وفي هذا السياق، أوضح المهندس قادر سعيد، مصمم المشروع، أن "هذا الطريق صُمم ليخدم المدينة لمدة 75 عاماً قادمة دون الحاجة إلى تعديلات جوهرية، مع الأخذ في الاعتبار التوسع العمراني والزيادة السكانية المستقبلية."
وأضاف سعيد أن المشروع يتميز بتصميمات فريدة، لا سيما عند تقاطع طاسلوجة، الذي يُعد الأول من نوعه في العراق وكوردستان من حيث التصميم الهندسي المتكامل الذي يضمن انسيابية الحركة المرورية من كافة الاتجاهات دون توقف، وبسرعة تصميمية تصل إلى 120 كيلومتراً في الساعة.
إنجاز متقدم بأيادٍ وخبرات محلية
يتم تنفيذ المشروع من قبل "مجموعة شركات قيوان"، وهي شركة محلية استطاعت أن تنجز حتى الآن ما يزيد عن 80% من إجمالي الأعمال. وأكد المهندس خالد إبراهيم، المشرف على المشروع، أن العمل يجري على مدار ورديتين لضمان إتمامه في الوقت المحدد.
وقال إبراهيم: "نفذنا المشروع بالاعتماد الكامل على كوادر وخبرات محلية، حيث وفر المشروع أكثر من 2000 فرصة عمل. ولتلبية احتياجات المشروع الضخمة، أنشأنا ثلاثة مصانع متخصصة في الموقع: مصنعان لإنتاج الأسفلت بطاقة إنتاجية تبلغ 160 طناً في الساعة لكل منهما، ومصنع ضخم لتكسير الأحجار وإنتاج المواد اللازمة للطريق."
تفاصيل فنية ضخمة
تتجسد ضخامة المشروع في تفاصيله الفنية العديدة، حيث يتألف من أربعة مسارات في كل اتجاه (مساران رئيسيان ومساران خدميان)، ويضم:
7 تقاطعات مجسرة (Interchanges).
5 أنفاق (Underpasses).
جسر فوقي واحد (Overpass).
67 معبراً مائياً لتصريف مياه الأمطار والسيول.
جسر رئيسي بطول 500 متر فوق نهر تانجرو.
كما تطلب المشروع أعمال حفر وردم بكميات هائلة تجاوزت 20 مليون متر مكعب.
ولأول مرة على مستوى العراق وكوردستان، تم إنشاء معمل متخصص في موقع المشروع لإنتاج الجسور الكونكريتية مسبقة الصب، والتي يصل طول بعضها إلى 34.1 متر، وهو ما لم يكن متاحاً في السابق.
مع اقتراب موعد إنجازه، ينتظر سكان السليمانية بفارغ الصبر افتتاح هذا الشريان الحيوي الذي من شأنه أن يسهل حياتهم اليومية، ويعزز من حركة التجارة والسياحة، ويضيف وجهاً حضارياً جديداً للمدينة.