الدولار "الأبيض" و"الأزرق": ورقة نقدية واحدة بقيمتين مختلفتين في العراق وإقليم كوردستان

أربيل (كوردستان 24)- على الرغم من أن كلتيهما تحملان القيمة ذاتها، 100 دولار أمريكي، وكلتيهما أصليتان وغير مزورتين، إلا أن ورقتي الدولار الأمريكي، القديمة ذات اللون المائل للبياض والجديدة ذات الشريط الأزرق، قد خلقتا سوقين مختلفين داخل بلد واحد، مما تسبب في إرباك للمواطنين ومشاكل للصرافين والمتعاملين بالعملة الصعبة.
في أسواق العملة بإقليم كوردستان، لا يوجد أي فرق في القيمة بين الطبعتين، حيث يتم تداولهما بنفس السعر. لكن المشهد يختلف تمامًا في أسواق وسط وجنوب العراق، حيث يتم رفض التعامل بالدولار "الأبيض" القديم أو قبوله بقيمة أقل بكثير من قيمته الفعلية.
مشكلة تضرب أسواق بغداد والجنوب
يقول متعاملون في سوق الصرافة إن هذه المشكلة ظهرت منذ فترة في المحافظات العراقية الأخرى، حيث لا يتم قبول الطبعة القديمة من فئة 100 دولار في المعاملات التجارية وتحويل الأموال.
ويوضح غازي سعدي من مجلس بورصة اربيل لكوردستان 24 من داخل سوق أربيل: "هاتان العملتان تختلفان فقط في اللون، وإلا فقيمتهما واحدة وهي 100 دولار أمريكي. لكن في أسواق وسط وجنوب العراق، لا يتم التعامل بالدولار الأبيض، مما خلق مشكلة في التحويلات والتعاملات التجارية".
وأضاف أن الفارق في القيمة قد يصل إلى خسارة "100 ألف دينار عراقي لكل 10 آلاف دولار من الطبعة القديمة عند محاولة تصريفها في تلك الأسواق".
بدوره قال كيفي خوشناو المتحدث باسم بورصة اربيل، الذي يعمل في المهنة منذ أكثر من 20 عامًا، أكد أن معظم تعاملاته تتركز على تحويل الدولار إلى محافظات وسط وجنوب العراق، مشيرًا إلى أن "الطلب هناك يقتصر فقط على الدولار الأزرق الجديد".
ويقول أيضاً: "في مناطق الحكومة العراقية، لا يقبلون الورقة البيضاء والزرقاء بنفس القيمة، ويشترونها بفارق كبير. حتى في معاملات بيع وشراء السيارات والمنازل، يرفضون استلام الدولار الأبيض". ويضيف: "نحن نطالب الحكومة العراقية بإيجاد حل لهذه المشكلة، فالدولار هو دولار أمريكي ولا توجد به أي مشكلة فنية".
يعود السبب الرئيسي وراء هذه الظاهرة إلى أن الدولار "الأبيض" هو الطبعة الأقدم (صدرت بين عامي 1996 و 2006)، بينما الدولار "الأزرق" هو الطبعة الأحدث (صدرت ابتداءً من عام 2009) ويحتوي على علامات أمنية متطورة تجعل تزويره أكثر صعوبة.
كما أن عدم قبول الطبعة القديمة في دول الجوار مثل إيران وتركيا، زاد من عزوف الأسواق في وسط وجنوب العراق عن التعامل بها، خوفًا من صعوبة تصريفها لاحقًا.
على عكس بقية العراق، لم تتأثر أسواق الصرافة في إقليم كوردستان بهذه المشكلة. يؤكد المتعاملون في أربيل أنهم لا يفرقون بين الطبعتين، وأن كليهما يتمتع بنفس القوة الشرائية.
يقول أحد الصرافين في أربيل: "حتى لو توقف السوق عن قبول الطبعة القديمة، نحن نشتريها. عندما نبيع رزمة من الدولارات، قد تكون نصفها من الطبعة الزرقاء ونصفها من البيضاء، ولا يوجد أي فرق لدينا. هذا الوضع أفضل لنا، لأن الدولار الأبيض لا يذهب إلى الجنوب".
هذه الظاهرة الفريدة خلقت حالة من عدم الاستقرار في جزء من السوق العراقي، بينما حافظت أسواق إقليم كوردستان على ثباتها، معتمدة على الثقة بين المتعاملين وقبول جميع الطبعات الرسمية للعملة الأمريكية.
تقرير: آزَر فاروق – كوردستان24 - أربيل