السودان: الكوليرا تفتك بدارفور… أكثر من 600 وفاة و12 ألف إصابة

أربيل (كوردستان24)- تشهد ولايات دارفور في السودان موجة تفشٍ غير مسبوقة لوباء الكوليرا، هي الأشد منذ سنوات طويلة، في ظل ظروف إنسانية وصحية كارثية تسببت بها الحرب المستمرة. ووفق أحدث الإحصاءات الرسمية حتى يوم أمس (الثلاثاء)، فقد سُجلت 615 حالة وفاة، وأكثر من 12 ألف إصابة في أربع من ولايات الإقليم الخمس.

انهيار المنظومة الصحية

منظمة أطباء بلا حدود أكدت في تقريرها الأخير أن تفشي المرض يعد الأخطر في السودان منذ فترة طويلة، موضحة أن النزوح الجماعي وغياب المياه النظيفة وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية جعلت الوضع أكثر تعقيداً. كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الكوليرا قد تكون قاتلة خلال ساعات إذا لم يحصل المصاب على العلاج المناسب، لكنها شددت على أن المرض قابل للعلاج بتوفير السوائل الوريدية والفموية والمضادات الحيوية.

المنظمة الأممية أعلنت أنها أنتجت هذا العام نحو 40 مليون جرعة من لقاح الكوليرا الفموي، خُصصت أكبر حصة منها للسودان، الذي يواجه أزمات إنسانية متفاقمة.

بؤر للوباء في مخيمات النزوح

مخيمات النازحين في دارفور تحولت إلى بؤر لتفشي المرض. ففي مخيم كلمة بولاية جنوب دارفور سُجلت 450 إصابة و64 وفاة، بينما شهد مخيم عطاش قرب نيالا أكثر من 200 إصابة و50 وفاة. وفي مخيمات أخرى مثل صابرين وخزان جديد بشرق دارفور، لا يقل الوضع خطورة.

آدم رجال، المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور، وصف الوضع بأنه «كارثي»، مشيراً إلى نقص الغذاء والدواء والمياه، وانتشار النهب وانعدام الأمن، فضلاً عن استمرار القصف والمعارك. وأضاف: «لم تنجُ أي قرية أو مدينة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث انهارت مظاهر الحياة وتشرد الملايين».

معدلات وفيات مرتفعة

رجال أوضح أن بعض المراكز الصحية تسجل يومياً ما يقارب 200 حالة جديدة، فيما يموت كثير من المصابين على الطرقات قبل الوصول إلى مراكز العزل التي تفتقر إلى الكوادر والإمكانات. وأكد أن معدل الوفيات بلغ 5.2%، وهو رقم مرتفع مقارنة بالمعدل العالمي الذي يقل عادة عن 1%.

نداء عاجل

رجال وجه نداءً عاجلاً إلى منظمات الإغاثة الدولية قائلاً: «الوضع قد يخرج عن السيطرة تماماً ما لم يتم التدخل السريع لتوفير الدواء والمياه النظيفة ومراكز العزل». وأضاف أن الأزمة الصحية لم تعد مجرد وباء بل تحولت إلى كارثة إنسانية تهدد مئات الآلاف في إقليم مزقته الحروب منذ عقدين.

يُذكَر أن أكثر من 95% من إقليم دارفور يخضع حالياً لسيطرة قوات «الدعم السريع»، فيما تسيطر القوات الحكومية على النسبة المتبقية، بينما تستعر المعارك حول مدينة الفاشر، آخر عاصمة إقليمية تحت سيطرة الجيش السوداني.

 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

 
Fly Erbil Advertisment