"الرياضة تجمع الأجيال".. مبادرة مجتمعية في شرق كوردستان تعزز الصحة والروح الإيجابية

أربيل (كوردستان24)- في مشهد يعكس حيوية المجتمع المحلي وتكاتفه، تتواصل منذ سنوات مبادرة "الرياضة الصباحية الجماعية" في مدن شرق كوردستان، ایران)" وعلى رأسها مدينة بوكان، حيث يجتمع المئات من النساء والرجال من مختلف الأعمار لممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق.
وقد استضافت مدينة بوكان مؤخراً تجمعاً رياضياً كبيراً شارك فيه مواطنون من مدن أخرى مثل أورمية، مهاباد، وتكاب، وسقز، مما يؤكد على الأثر الإيجابي الذي أحدثته هذه المبادرة في تعزيز الروابط الاجتماعية وتشجيع نمط حياة صحي.

هدف المبادرة: صحة للجميع
أوضح حسين وفادار، أحد المدربين المشرفين على الفعالية، أن الهدف الأساسي من هذه التجمعات هو إتاحة الفرصة لكبار السن وغير القادرين على ارتياد الصالات الرياضية لممارسة الرياضة بشكل مجاني ومنتظم. وقال: "نهدف إلى خدمة كبار السن والأشخاص الذين قد لا يملكون الوقت أو المال للذهاب إلى النوادي الرياضية. هنا، في الهواء الطلق، نوفر لهم بيئة مناسبة لممارسة الرياضة مجاناً".
من جانبه، أشار لقمان شهابي، الخبير الرياضي، إلى أن هذه المبادرة لا تقتصر على بوكان فحسب، بل تمتد لتشمل 11 محطة في مدن مختلفة، مما يعكس نجاحها وتوسعها.

تأثير إيجابي على الصحة النفسية والجسدية
أعرب المشاركون عن سعادتهم البالغة بهذه الفعالية، مؤكدين على فوائدها الصحية والنفسية. وقالت فرزانة كاريكرزاده، إحدى المشاركات: "في السابق، لم تكن لدينا كنساء الفرصة للمشاركة في مثل هذه الأنشطة الرياضية الجماعية. الآن، وبفضل جهود المدربين، نخرج من منازلنا كل صباح لممارسة الرياضة، وهو ما انعكس إيجاباً على صحتنا".
بدوره، أشاد سعيد حامد قورميشي، وهو رياضي متقاعد، بتأثير هذه التمارين على صحته، قائلاً: "بعد 35 عاماً من العمل، بدأت أعاني من مشاكل صحية، لكن بفضل هذه الرياضة التي أمارسها منذ عام، تمكنت من التغلب على الكثير من آلام الظهر والمفاصل".
تعتبر هذه المبادرة المجتمعية، التي بدأت قبل أكثر من 20 عاماً، مثالاً حياً على أهمية الرياضة في تعزيز الصحة العامة والنسيج الاجتماعي، حيث تجمع العائلات والأفراد من مختلف الأجيال في أجواء من المرح والنشاط، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية في شرق كوردستان.