قطع الإنترنت خلال الامتحانات… حلّ مؤقت بخسائر دائمة

أربيل (كوردستان24)- منذ سنوات، تلجأ وزارة التربية في العراق إلى قطع خدمة الإنترنت كوسيلة لمنع تسريب أسئلة الامتحانات النهائية، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بسبب ما تسببه من أضرار اقتصادية وخسائر مباشرة لمختلف القطاعات، لا سيما شريحة العاملين في النقل عبر التطبيقات الذكية.
يقول علي، وهو سائق أجرة يعمل ضمن إحدى التطبيقات:
"الإنترنت يُقطع من الساعة السادسة حتى الثامنة صباحاً. في هذه الساعات لا أستطيع العمل، فأعود إلى المنزل. بعد الساعة الثامنة تكون الشوارع مزدحمة جداً، ومن الصعب الخروج مجدداً. هذا القرار يؤذينا بشكل مباشر، فنحن نعمل (على باب الله). أنا أبدأ عملي من الثانية ليلاً حتى السابعة أو الثامنة صباحاً، وحين تُقطع الخدمة ساعتين، فهذا يعني أن رزقي انقطع. كان الأجدر بوزارة التربية أن تعالج مصدر التسريب لا أن تعاقب الجميع بقطع الإنترنت."
من جانبه، يصف المراقب القانوني عباس الجبوري هذا الإجراء بأنه اعتداء على حقوق المواطنين، قائلاً:
"قطع الإنترنت حتى لو كان لساعتين فقط هو بمثابة سرقة لحق المواطن. من حق أي مواطن رفع دعوى قضائية ضد وزارة التربية والمطالبة بتعويض مالي، والقانون يتيح ذلك. إذا تقدم عدد من المتضررين بدعاوى قضائية، فمن حقهم الحصول على تعويضات عن الخسائر التي لحقت بهم."
خسائر اقتصادية بملايين الدولارات
لا تقتصر الآثار السلبية على الأفراد فقط، بل تمتد لتطال الاقتصاد الوطني. إذ يقدّر خبراء الاقتصاد أن كل ساعة قطع للإنترنت في العراق تسبّب خسائر تتراوح بين 5 إلى 7 ملايين دولار. وباحتساب ساعتين يومياً طوال فترة الامتحانات (14 يوماً)، فإن الخسائر قد تصل إلى نحو 168 مليون دولار.
بينما تسعى وزارة التربية إلى حماية نزاهة الامتحانات، يبقى قطع الإنترنت حلاً آنياً يحمّل المواطن والاقتصاد كلفة باهظة، في وقت يطالب فيه خبراء ومراقبون بإيجاد بدائل أكثر فعالية وعدلاً للسيطرة على ظاهرة تسريب الأسئلة.


تقرير : سيف علي – كوردستان24 - بغداد

 
Fly Erbil Advertisment