فيديو: النفايات والمجاري تغرق أحياء بغداد والأمراض تتربص بالأطفال
أربيل (كوردستان24)- يعيش سكان عدد من الأحياء في العاصمة العراقية بغداد، وسط كارثة بيئية وصحية حقيقية، حيث تحولت شوارعهم إلى مكبات للنفايات ومستنقعات للمياه الآسنة، مما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة، خاصة بين الأطفال.
مشهد يتكرر في أزقة وشوارع خلفية في بغداد، حيث تتناقض الشوارع الرئيسية النظيفة مع واقع مرير تعيشه تجمعات سكنية بأكملها. فالنفايات متراكمة في كل زاوية، وحاويات القمامة تفيض بما فيها، وتنتشر برك المياه الآسنة التي تنبعث منها روائح كريهة وتتحول إلى بؤر لتكاثر الحشرات والقوارض.
عبر الأهالي عن استيائهم الشديد من هذا الإهمال، حيث قالت إحدى الساكنات وهي تشير إلى أكوام القمامة: "هذا هو حال مجمعنا بأكمله. أجد النفايات مكومة أمام باب محلي كل يوم. هذا الوضع لا يطاق". وأضافت بحسرة: "لو كانت لدينا الإمكانيات المادية لما بقينا هنا يومًا واحدًا".
الأزمة لا تقتصر على التلوث البصري والروائح الكريهة، بل تمتد لتشكل خطرًا صحيًا مباشرًا. وقالت سيدة أخرى: "أطفالنا يمرضون بسبب هذه المجاري والأوساخ. البعوض والحشرات، وحتى العقارب بدأت تظهر لدينا. نناشدكم، انظروا إلى هذا الوضع".
وتزداد المأساة عمقًا مع مشاهدة أنابيب الصرف الصحي وهي تصب مياهها الملوثة مباشرة في النهر، في غياب تام للبنية التحتية اللازمة للمعالجة، مما يمثل تهديدًا خطيرًا للنظام البيئي وصحة كل من يعتمد على مياه النهر.
تتجسد في هذه المشاهد معاناة شريحة واسعة من سكان العاصمة الذين يشعرون بالتهميش والإهمال. ومع استمرار غياب الحلول الجذرية من قبل الجهات المعنية، تبقى مناشداتهم معلقة، ويبقى أطفالهم عرضة لمخاطر بيئية وصحية قد تلازمهم طويلاً.