بحث متواصل عن قاتل المؤثر الأمريكي تشارلي كيرك بعد العثور على سلاحه

أربيل (كوردستان 24)- أعلنت السلطات الأمريكية، اليوم الخميس، العثور على السلاح المستخدم في اغتيال المؤثر المحافظ تشارلي كيرك الحليف للرئيس دونالد ترامب، مبدية ثقتها بتحديد هوية المشتبه به الذي ما زال متواريا منذ الاعتداء الذي أثار مخاوف من تنامي العنف السياسي في الولايات المتحدة.
وأعلن ترامب أنه سيمنح كيرك بعد مقتله "ميدالية الحرية الرئاسية"، وهي أرفع وسام مدني أميركي. ووصفه خلال احتفال في البنتاغون في ذكرى هجمات 11 أيلول/سبتمبر بأنه "عملاق جيله" و"بطل حريته".
وكان الرئيس الجمهوري حمّل "اليسار الراديكالي" مسؤولية المساهمة في مقتل كيرك (31 عاما)، واصفا إياه بـ"شهيد الحقيقة والحرية"، وتوعد بشنّ حملة على من حمّلهم مسؤولية هذه "اللحظة المظلمة في أميركا".
وتنفّذ السلطات حملة مطاردة واسعة بحثا عن المشتبه به، بعدما أوقفت شخصين الأربعاء وأفرجت عنهم سريعا لثبوت عدم ضلوعهما في إطلاق النار.
وقال المسؤول في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) روبرت بولز للصحافيين الخميس "لقد عثرنا على ما نعتقد أنه السلاح الذي استخدم في إطلاق النار أمس"، مشيرا الى أنه عبارة عن "بندقية يدوية ذات قوة عالية".
أضاف "نقوم بكل ما في وسعنا للعثور عليه، ولسنا أكيدين الى أي مدى تمكن من الابتعاد (عن مسرح الجريمة)... لكننا سنقوم بكل ما في وسعنا".
بدوره، قال مفوّض دائرة السلامة العامة في ولاية يوتاه بو مايسون للصحافيين "لدينا فيديو جيّد لهذا الشخص. لن ننشره في الوقت الراهن"، مضيفا "نحن نعمل باستخدام بعض التقنيات وبعض الوسائل لتحديد هوية هذا الشخص... نحن واثقون من قدراتنا حاليا".
وقضى كيرك حامل لواء الشباب المؤيد لترامب وأدى دورا بارزا خلال حملته الانتخابية لعام 2024، برصاصة في العنق خلال نشاط عام في حرم جامعة في يوتاه حضره نحو ثلاثة آلاف شخص. ولا تزال دوافع مطلق النار مجهولة.
وانتشرت سريعا على منصات التواصل لقطات للحظة إصابة كيرك. وأظهرت حالا من الذعر مع مسارعة كثيرين للابتعاد عن المكان، فيما علت صيحات مذعورة في صفوف الحضور.
وأفاد المحققون بأن الرصاصة الوحيدة المستخدمة أطلقها رجل يرتدي الأسود من سطح مبنى في حرم الجامعة.
وأمر ترامب بتنكيس الأعلام الأميركية حدادا على كيرك الذي كان محركا رئيسيا في حملته الرئاسية الأخيرة.
وكان ترامب قال في كلمة مصوّرة مساء الأربعاء إنّه "منذ سنوات، واليسار الراديكالي يشبّه أميركيين رائعين من أمثال تشارلي بالنازيين وبأسوأ المجرمين والقتلة الجماعيين في العالم. هذا النوع من الخطاب مسؤول بشكل مباشر عن الإرهاب الذي نشهده اليوم في بلدنا، وهذا الأمر يجب أن يتوقف فورا".
وأضاف "ستتعقّب إدارتي كلّ من ساهم في هذه الجريمة الشنيعة وفي أيّ عنف سياسي آخر، بما في ذلك المنظّمات التي تمولّهم وتدعمهم".
وقد نكس العلم الكبير الذي يرفرف عادة فوق البيت الأبيض.
ومن المقرر أن ينتقل نائب الرئيس جاي دي فانس الى ولاية يوتاه للقاء عائلة كيرك الخميس، بحسب ما أفاد مصدر مطلع، وألغى رحلة الى نيويورك لإحياء ذكرى هجمات 11 أيلول/سبتمبر.
"عنف سياسي"
أثار اغتيال كيريك مخاوف من تزايد العنف السياسي في ظل الانقسام الحاد الذي تشهده الولايات المتحدة، خصوصا منذ عودة ترامب إلى الرئاسة.
وقال طالب برمجة المعلوماتية صامويل كيمبال لوكالة فرانس برس "أشعر بأنه ينبغي علي أن أكون حذرا للغاية بشأن التعبير عن آرائي السياسية".
وكان كيرك المعروف بخطاباته الحماسية، يشارك في حدث في الهواء الطلق في جامعة يوتاه فالي في غرب البلاد عند وقوع الحادث.
وقبل ترامب، اعتبرت شخصيات عدة مؤيدة له أن كيرك "شهيد" سقط دفاعا عن القيم المحافظة والمسيحية.
وقال الحاكم الجمهوري ليوتاه سبنسر كوكس "أريد أن أكون واضحا هذا اغتيال سياسي".
ودعا الرئيس السابق جو بايدن إلى "توقف هذا العنف فورا" على غرار ديموقراطيين مثل باراك أوباما وبيرني ساندرز وحاكم كاليفورنيا غافن نيسوم.
ورأت كامالا هاريس نائبة الرئيس السابق والمرشحة الديموقراطية المنافسة لترامب في انتخابات 2024 أن "العنف السياسي لا مكان له في الولايات المتحدة".
جدل أوروبي
أثار اغتيال كيرك جدلا في البرلمان الأوروبي المنعقد في ستراسبورغ، اذ دعا اليمين المتطرف للوقوف دقيقة صمت حدادا عليه. وبينما وقف النائب السويدي تشارلي فيمرز، قاطعته رئيسة الجلسة، مؤكدة أن هذا الطلب كان قد تمّ رفضه بشكل مسبق لأسباب عملية.
وبينما قام نواب من اليمين المتطرف بضرب أيديهم على طاولاتهم احتجاجا على هذا المنع، قام آخرون بالتصفيق تأييدا لقرار رئيسة الجلسة.
وانتقد فيمرز رفض الوقوف دقيقة صمت، مذكّرا بأن البرلمان الأوروبي قام بذلك حدادا على الأميركي الأسود جورج فلويد الذي قضى أثناء توقيفه عام 2020.
وردّت النائبة الوسطية نتالي لوازو بالقول إن "تشارلي كيرك لم يكن يستحق الموت... لكن ما اذا كان يستحق ان يكرّم في مجلسنا، فهذه مسألة أخرى".
وكان كيرك الذي يتحدر من إحدى ضواحي شيكاغو مدافعا عن حيازة الأسلحة النارية وقد أوقف دراسته ليصبح ناشطا.
وكان كيرك وهو أب لطفلين يرئس حركة "تورنينغ بوينت يو أس إيه" الشبابية. وقد شارك في تأسيسها العام 2012 وهو في سن الثامنة عشرة وأصبحت في غضون عقد أكبر جمعية للشباب المحافظ في الولايات المتحدة.
وتضم الجمعية عددا كبيرا من الناشطين المحافظين أرسل بعضهم بالحافلات إلى واشنطن للمشاركة في تظاهرة السادس من كانون الثاني/يناير 2021 التي أفضت إلى اقتحام مبنى الكابيتول.
ولكيرك 6,9 ملايين متابع على انستغرام و3,8 ملايين على يوتيوب وقد ساهم نفوذه في استقطاب ترامب للذكور الشباب الأميركيين من خلال الترويج لمفهوم العائلة التقليدية.
المصدر: فرانس برس