بصيرته أقوى من بصره.. قصة آزاد المزارع الكفيف الذي قهر الظلام في باتيفا

أربيل (كوردستان24)- في قرية "خندك" الهادئة التابعة لناحية باطيفا في ادارة زاخو المستقلة بدهوك، تتجلى قصة ملهمة للإرادة والأمل، بطلها آزاد محمد، المزارع الكفيف الذي حوّل الظلام إلى نور، وأثبت أن الإعاقة الحقيقية تكمن في العجز عن مواجهة الحياة لا في فقدان البصر.
فقد آزاد بصره في السادسة من عمره، لكنه لم يفقد أبدًا بصيرته أو ارتباطه بالأرض التي نشأ عليها. اليوم، وهو رجل في منتصف العمر، يدير مزرعته ويعتني ببساتينه بمهارة وإتقان يثيران دهشة كل من يراه. يتنقل آزاد بخفة وثقة بين أرجاء قريته ومزرعته، حافظًا كل شبر فيها عن ظهر قلب.
يقول آزاد وهو يصف عمله اليومي بفخر ورضا: " هذا هو عملي، أعتني بالبستان وأقوم بالزراعة. الحمد لله، أنا سعيد وراضٍ جدًا".
لا يقتصر عمل آزاد على المهام الزراعية البسيطة، بل يتعداها إلى مهارات استثنائية. فبكل ثقة، يتسلق أشجار الجوز الشاهقة لجمع ثمارها، مستخدمًا حواسه الأخرى كدليل له، في مشهد يعكس قوة العزيمة التي يمتلكها. مزرعته غنية بأشجار المشمش والرمان والتين، التي يرعاها بنفسه.
إلى جانب الزراعة، يربي آزاد الدواجن التي تشكل مصدر رزق إضافي له، ويدير ببراعة بركة مياه بناها في مزرعته، يستخدمها لري محاصيله، وفي أيام الصيف الحارة، تتحول إلى ملاذه الذي يجد فيه الانتعاش، حيث يسبح بمهارة لا توحي أبدًا بأنه لا يرى.
قصة آزاد محمد ليست مجرد حكاية عن مزارع كفيف، بل هي درس في التحدي والتصميم، ورسالة قوية بأن الإرادة الإنسانية قادرة على التغلب على أصعب الظروف وتحويلها إلى قصة نجاح تُلهم الآخرين.