قصف لقوات الدعم السريع بطائرة مسيّرة يودي ب75 شخصاً في الفاشر

قوات الدعم السريع
قوات الدعم السريع

أربيل (كوردستان 24)- قتل 75 شخصا على الأقل الجمعة وفق أجهزة أسعاف في قصف بطائرة مسيرة استهدف مسجدا في الفاشر في دارفور بغرب السودان، نفّذته قوات الدعم السريع التي تُواصِل هجومها لإخراج الجيش من المدينة.

والفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر مدينة كبيرة في الإقليم الشاسع لا تزال تحت سيطرة الجيش وحلفائه، بينما تحاصرها قوات الدعم منذ أكثر من عام.وسبق للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أن أكدت ارتكاب الطرفين "جرائم حرب على نطاق واسع ومنهجي" في الإقليم تستهدف بعض المجموعات العرقية.

وأتت الضربة الدامية الجمعة بينما أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك عن قلقه إزاء تفاقم النزاع والارتفاع الحاد في وفيات المدنيين وسط "تصعيد الطابع الإتني" وتفاقم الأزمة الإنسانية.

واستهدف قصف قوات الدعم حي الدرجة الأولى الذي لجأ إليه مدنيون فرّوا من مخيم أبو شوك للنازحين الذي يعاني قاطنوه المجاعة، وفق غرفة طوارئ المخيم.

وقالت المجموعة الإغاثية إن "مسيَّرة انتحارية" استهدفت مسجدا أثناء تجمع للنازحين و"انتُشِلَت جثثهم من تحت أنقاض المسجد".

وقال أحد سكان الحي لوكالة فرانس برس عبر خدمات الانترنت الفضائي في ظل انقطاع الاتصالات "لدفن الشهداء، واجهتنا مشكلة الاكفان التي تم تعد متوافرة في المدينة بعد الحصار والموت". أضاف "اضطررنا لاستخدام أكياس (من البلاستيك) في الدفن".

ولم يصدر أي تعليق فوري من الدعم السريع على الحادث.

ويقع مخيم أبو شوك على بعد بضعة كيلومترات من مدينة الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم منذ 18 شهرا.

- خطر حصول مجازر جماعية -

وأظهرت لقطات للأقمار الاصطناعية نشرها مختبر البحوث الإنسانية (هيومانيتيران ريسيترش لاب) في جامعة ييل الأميركية أن هجوم قوات الدعم السريع متواصل وأنها تقترب من مواقع استراتيجية.

ومن بين هذه المواقع مخيم أبو شوك والقاعدة السابقة لبعثة حفظ السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي (يوناميد)، والتي أصبحت مقرا للقوات المشتركة، وهي تحالف من الجماعات المتمردة السابقة المتحالفة مع الجيش السوداني.

قال مسؤول في قوات الدعم السريع طلب عدم نشر اسمه كونه غير مخوّل التحدث إلى وسائل الإعلام لفرانس برس إن هذه القوات "سيطرت بالكامل" على مجمع "يوناميد" السابق بعد ظهر الخميس.

وقالت جامعة ييل إن السيطرة "محتملة" استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة بين الاثنين والخميس والتي تُظهر الأضرار في الموقع. وأظهرت الصور أن المباني القريبة من معسكر أبو شوك دُمِّرَت تماما بين الاثنين والأربعاء.

وتسيطر قوات الدعم السريع في الوقت الراهن على جزء كبير من مخيم أبو شوك للنازحين الواقع على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الشمال من مقر "يوناميد" السابق، بحسب شهود عيان. وبالتالي بات مطار الفاشر الذي أصبح قاعدة للجيش ومقرا للفرقة السادسة منه، في مرمى نيران الدعم السريع.

وبحسب الأمم المتحدة، فرّ نحو 90 في المئة من النازحين الذين كانوا في أبو شوك، والذين ناهز عددهم 200 ألف شخص العام الماضي.

وقال المتحدث باسم المخيم موسى آدم لفرانس برس "منذ الأحد الماضي توغلت ميليشيا الدعم داخل المعسكر وواصلت ذلك الاثنين والثلاثاء. أكملت سيطرتها عليه ونصبت مدافعها في مختلف مناطق المعسكر وقتلت عددا من المدنيين وفرّ الباقون الى طويلة وبقية أحياء الفاشر التي لم تصلها المليشيا".

- وضع "كارثي" -

وتخشى المنظمات الإنسانية وقوع مجازر جماعية إذا سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، تستهدف خصوصا المجموعات غير العربية، كقبيلة الزغاوة التي تشكّل العمود الفقري للقوات المشتركة المتحالفة مع الجيش.

ورأت الخبيرة شاينا لويس من منظمة "آفاز" غير الحكومية أن "أحياء الفاشر ستتلطخ بدماء هذه المجازر قبل أن يتحرك المجتمع الدولي".

واضافت أن أحدث الشهادات التي جمعتها من السكان أفادت بأن الوضع "كارثي". ومنذ مساء الأربعاء، لم تتمكن المنظمة من التواصل مع أي شخص في شمال دارفور، بسبب انقطاع شامل للاتصالات.

وحذّر المفوض السامي لحقوق الانسان في بيان بشأن تقرير يغطي الأشهر الستة الأولى من العام من أن "تنامي الطابع الإتني للنزاع العائد إلى سنوات طويلة من التمييز وعدم المساواة، يطرح مخاطر جسيمة على الاستقرار والتماسك الاجتماعي على المدى الطويل".

بدورها، قالت ممثلة المفوضية العليا للسودان لي فونغ في مؤتمر صحافي إن الوضع في الفاشر "فظيع" ويستمر في التدهور على نحو سريع. أضافت "تردنا على نحو متواصل معلومات تفيد بمقتل مدنيين أو اختطافهم أو تعرضهم لعنف جنسي أثناء محاولتهم مغادرة الفاشر".

وتحاصر قوات الدعم السريع منذ أكثر من 500 يوم الفاشر التي يقطنها نحو 260 ألف مدني، نصفهم من الأطفال، في ظل انعدام شبه كامل للمساعدات الإنسانية، وفق الأمم المتحدة.

ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب العام 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". ويُتهم الطرفان باستمرار بارتكاب مجازر.

وتسببت الحرب التي دخلت عامها الثالث بما وصفته الأمم المتحدة بأنه "الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم".

وفي شمال دارفور فحسب، يعاني أكثر من مليون شخص المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.

AFP

 
Fly Erbil Advertisment