بريطانيا وكندا وأستراليا تعترف رسميا بدولة فلسطين

أربيل (كوردستان24)- أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا الأحد الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، وذلك عشية اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ما يشكّل تحولا تاريخيا في سياسة هذه الدول الحليفة تقليديا لإسرائيل، ويأتي بعد نحو عامين على اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وأثارت الخطوة انتقادات حادة في إسرائيل حيث دعا وزير يميني متطرف الى الرد عليها بضمّ الضفة الغربية المحتلة، بعدما كان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تعهّد في وقت سابق الأحد بمواجهتها في الأمم المتحدة، معتبرا أن إقامة دولة فلسطينية يهدد وجود الدولة العبرية.
من جهته، رحب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بهذه الخطوة.
وفي كلمة مصورة، أعلن رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، معتبرا أن ذلك هو "لإحياء الأمل بالسلام للفلسطينيين والإسرائيليين، وحل الدولتين".
وفي وقت متزامن، صدر إعلان مماثل من رئيس الحكومة الكندية مارك كارني ونظيره الأسترالي أنتوني ألبانيزي.
وقال كارني إنّ بلاده "تعرض العمل في شراكة لتحقيق الوعد بمستقبل سلمي لدولة فلسطين ودولة إسرائيل"، مشيرا إلى أنّها "ترى هذا الإجراء جزءا من جهد دولي متضافر للحفاظ على إمكانية حل الدولتين".
ورأى ألبانيزي أنّ الاعتراف بدولة فلسطين يعكس "التزام أستراليا الطويل الأمد بحل الدولتين الذي كان دائما السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".
ويأتي اعتراف هذه الدول عشية بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي تعقد على هامشها قمة برئاسة فرنسا والسعودية للنظر في مستقبل حل الدولتين، يتوقع أن تؤكد خلالها دول عدة تتقدمها فرنسا، اعترافها بدولة فلسطين.
- إسرائيل ستواجه "في كل الساحات" -
وكانت دول غربية أعربت منذ أسابيع عن عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، في ظل تدهور الأوضاع الانسانية في قطاع غزة حيث تخوض إسرائيل حربا منذ هجوم حماس على جنوب الدولة العربية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأعلنت الأمم المتحدة في آب/أغسطس رسميا المجاعة في غزة.
ويأتي الاعتراف بموازاة تكثيف إسرائيل هجومها وتوسيع عملياتها البرية الهادفة للسيطرة على مدينة غزة.
وأثار اعتراف دول غربية بدولة فلسطين، غضب الدولة العبرية.
وقال نتايناهو خلال اجتماع لحكومته الأحد إن "خوض المعركة سواء في الأمم المتحدة أو في كل الساحات الأخرى ضد التضليل المنهجي ضدنا، وضد الدعوات لإقامة دولة فلسطينية والتي من شأنها أن تعرض وجودنا للخطر، وستكون بمثابة جائزة عبثية للإرهاب".
من جانبه، رأى وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الأحد أنّ "اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين... يستوجب اتخاذ خطوات فورية مضادة (تتمثل) بفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة)، وتفكيك السلطة الفلسطينية".
وقال "أعتزم تقديم مقترح لفرض السيادة في جلسة الحكومة المقبلة".
- "خطوة ضرورية" -
في المقابل، قال عباس في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (وفا) إن الاعتراف يشكّل "خطوة هامة وضرورية على طريق تحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية".
ويتوقع كذلك أن يصدر الأحد اعتراف برتغالي بدولة فلسطين، بحسب ما كانت أعلنت وزارة الخارجية البرتغالية.
وكان ستارمر أعلن في تموز/يوليو أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطينية إذا لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية" من ضمنها وقف إطلاق نار في قطاع غزة.
والأحد، قال نائبه ديفيد لامي لشبكة "سكاي نيوز"، إنّه منذ ذلك الحين "في ظل الهجوم (الإسرائيلي) على قطر، تحطّمت فكرة وقف إطلاق النار في هذه المرحلة، والتوقعات قاتمة".
وتابع "كنّا واضحين للغاية: حماس منظمة إرهابية ولا يمكن أن يكون هناك أي دور لحماس... التي يجب أن تطلق سراح الرهائن الإسرائيليين".
وقال لامي الذي سيمثل المملكة المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "الاعتراف بدولة فلسطينية هو نتيجة التوسع الخطير الذي نشهده في الضفة الغربية والنية والمؤشرات التي نلمسها إلى بناء مثلا المشروع +إي1+ الذي سيقوض بصورة خطيرة فرص حل الدولتين"، على ما أوردت وكالة "برس أسوسييشن" الأحد.
ويقضي المشروع الاستيطاني في المنطقة المعروفة باسم "إي 1" ببناء 3400 وحدة سكنية ونددت به الأمم المتحدة إذ قد يؤدي إلى تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين.
وقال لامي "علينا أن نبقي على إمكانية حل الدولتين المهدد حاليا، ليس بفعل (الحرب) في غزة فحسب، بل كذلك مع أعمال العنف وتوسع الاستيطان" في الضفة الغربية.
ووفق استطلاع نُشر الجمعة، أعرب 44 في المئة من البريطانيين عن تأييدهم لاعتراف بلادهم بدولة فلسطين.
في الإجمال، تعترف ما لا يقل عن 145 دولة من أصل الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين التي أعلنتها "منظمة التحرير" عام 1988.
وكانت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة اتهمت إسرائيل الثلاثاء بارتكاب "إبادة جماعية" في القطاع المحاصر والمدمّر.
وأسفر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل 1219 شخصا معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية.
وقتل في قطاع غزة منذ بدء الحرب 65283 شخصا معظمهم من المدنيين، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحركة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
AFP