سوريا.. توترٌ أمني واشتباكات بين القوات الحكومية وقسد في الشيخ مقصود والأشرفية

أربيل (كوردستان 24)- أُصيب 15 شخصاً بحالات اختناق، مساء الاثنين، إثر استخدام القوات الحكومية السورية الغاز المسيل للدموع والمياه الساخنة لتفريق محتجين في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، وفقاً لمصادر محلية.
وبدأ التوتر منذ عصر اليوم الاثنين، بعد قيام القوات الحكومية بإغلاق سبعة مداخل رئيسة تؤدي إلى الحيين ومنع السكان من الدخول أو الخروج، ما أثار احتجاجات واسعة أمام السواتر الترابية القريبة من حاجز الجزيرة.
وأوضحت المصادر أن عناصر من القوات الحكومية رشّت المحتجين بمياه ساخنة ممزوجة بذرات الفلفل وغازات مسيلة للدموع، ما تسبب بإصابة 15 شخصاً بالإغماء والاختناق، في حين لا تزال حالة بعض المصابين غير مستقرة.
ويشهد حيي الشيخ مقصود والأشرفية، ذات الغالبية الكوردية، توتراً متصاعداً منذ ساعات، وسط انتشار واسع لعناصر تتبع لوزارة الدفاع السورية على أطراف الحيين، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات متفرقة بين القوات الحكومية وقوات "الآسايش" التابعة للإدارة الذاتية التي تسيطر فعلياً على المنطقة منذ سنوات، بينما تتمركز القوات الحكومية عند المداخل والمخارج المؤدية للحيين.
وفي أول تعليق رسمي، قالت وزارة الدفاع السورية في بيان إن "تحركات الجيش تأتي ضمن خطة إعادة انتشار على بعض المحاور شمال وشمال شرق سوريا".
مشيرةً إلى أن هذا التموضع "يهدف إلى التصدي لاعتداءات متكررة من قوات قسد ومحاولتها السيطرة على نقاط وقرى جديدة".
وأضاف البيان أن الجيش "يقف أمام مسؤولياته في حماية أرواح الأهالي وممتلكاتهم، والحفاظ على أمن عناصره في مواجهة اعتداءات قسد".
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه مناطق النفوذ المختلطة في شمال سوريا توتراً متزايداً بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، خصوصاً في حلب والحسكة، وسط غياب تنسيق واضح بين الجانبين وتضارب المصالح الأمنية والعسكرية.
من جانبها، قالت قوات سوريا الديمقراطية عبر مركزها الإعلامي، إن "ما يجري في حلب نتيجة مباشرة لاستفزازات فصائل الحكومة المؤقتة ومحاولاتها التوغل بالدبابات"
معتبرةً في بيانٍ لها، أن ما تتناقله بعض الوسائل الإعلامية حول استهداف قوات سوريا الديمقراطية حواجز تابعة لقوات حكومة دمشق في محيط الحيين "مزاعم باطلة".
وقالت: نؤكد بشكل قاطع أن هذه الادعاءات غير صحيحة إطلاقاً، فـ قواتنا لا وجود لها في المنطقة منذ انسحابها بموجب تفاهم 1 نيسان.
وأضافت: ما يحدث في حيي الأشرفية والشيخ مقصود هو نتيجة سلسلة من الهجمات المتكررة التي تقوم بها فصائل حكومة دمشق ضد السكان المدنيين، حيث فرضت حصاراً أمنياً وإنسانياً خانقاً، وقطعت الإغاثة والمواد الطبية، واختطفت العديد من الأهالي، وواصلت الاستفزاز اليومي للسكان على الحواجز وفي محيط الحيين، ومؤخراً قامت برفع السواتر الترابية في محيط الحيين وفرض الحصار.
وتابعت: تلك الممارسات أدت إلى استفزاز الأهالي ودفعهم للدفاع عن أنفسهم، إلى جانب قوى الأمن الداخلي في الحيين، التي تقوم بواجبها في حماية المدنيين وحفظ الأمن والاستقرار.
وحمّلت قسد حكومة دمشق "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن استمرار الحصار الخانق والانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين، وعن التصعيد الخطير الأخير الذي يفاقم معاناة السكان ويهدد الاستقرار في المنطقة، وتكشف استخفافها المتعمد بحياة الناس وكرامتهم".
داعيةً في الوقت ذاته، المنظمات الدولية والإنسانية "إلى التحرك العاجل والفعّال لإنهاء هذا الحصار الجائر، ووقف الهجمات والاستفزازات الممنهجة ضد المدنيين"