حي الحكيمية في الكوت: صرخة منسية بين ركام الإهمال ومستنقعات الخدمات

أربيل (كوردستان24)- يعيش سكان حي الحكيمية، أحد أكبر الأحياء السكنية في مدينة الكوت، معاناة يومية لا تنتهي، حيث تغرق المنطقة في بحر من الإهمال الحكومي الذي حوّل شوارعها إلى طرق ترابية ومكبات للنفايات، وترك سكانها البالغ عددهم قرابة 12 ألف أسرة في مواجهة مباشرة مع نقص حاد في أبسط الخدمات الأساسية.
تتجول كاميرا كوردستان24، في شوارع تبدو وكأنها خرجت من مشهد لمنطقة منكوبة؛ طرق غير معبدة، وأكوام من الأنقاض والنفايات على جانبيها، ومياه الصرف الصحي تطفو في بعض الأزقة، لترسم صورة قاتمة عن واقع مرير يعيشه الأهالي.

"نحن من المنسيين"، بهذه العبارة المفعمة بالمرارة بدأ أحد المواطنين حديثه، مضيفًا: "تذهب إلى أي مكان آخر فتجد تعبيدًا للطرق وخدمات، أما نحن فلا. يقولون إننا موجودون على الخطة، ولكن لا توجد أي خطة على أرض الواقع. هذا الوضع مؤذٍ لنا ولأطفالنا".
المعاناة لا تقتصر على الطرقات، بل تمتد لتصبح أزمة صحية وبيئية خطيرة. فأكوام النفايات المتراكمة أصبحت جزءاً من المشهد اليومي، مما يؤثر بشكل مباشر على صحة السكان، خاصة المرضى منهم. يقول مواطن آخر: "زوجتي أجرت عملية زراعة كبد، وهذه الروائح الكريهة المنبعثة من القمامة تؤذيها بشدة. الناس يأتون لرمي نفاياتهم هنا، ولا أحد يستجيب لشكاوانا".
ويشير الأهالي إلى أن شبكات الصرف الصحي لم تكتمل، حيث تم تحويل مجاري منطقة مجاورة لتصب في حيهم، مما فاقم من الأزمة. وقد عبر أحد السكان عن غضبه قائلاً: "ناشدنا الجميع، من المحافظ إلى رئيس الوزراء، لكن دون أي استجابة. لقد وصلنا إلى رأس الهرم ولم نجد حلاً".
أما قطاع التعليم فله نصيبه من الإهمال، فالمنطقة المكتظة بالسكان لا تخدمها سوى مدرسة واحدة، ما اضطر السلطات إلى نقل الطلاب إلى كرفانات مؤقتة تفتقر لأبسط المقومات. وتوضح إحدى السيدات: "في الشتاء، تمطر الكرفانات على رؤوس أطفالنا، وفي الصيف تتحول إلى أفران. لا كهرباء، لا ماء، لا خدمات. كيف يمكن لأطفالنا أن يتعلموا في هذه الظروف؟".
بين وعود معلقة وواقع مؤلم، يواصل سكان حي الحكيمية إطلاق نداءات الاستغاثة، آملين أن تجد صرخاتهم آذانًا صاغية تلتفت لمعاناتهم وتعيد لمنطقتهم وجهها الحضري الذي تستحقه.


تقرير: شفان جباري – كوردستان24 - الكوت

 
Fly Erbil Advertisment