اجتماع في باريس لمناقشة ترتيبات "اليوم التالي" في غزة

أربيل (كوردستان 24)- يطغى الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس على اجتماع يعقد في باريس، اليوم الخميس، حول مستقبل غزة، لكن فرنسا ترى في هذا الاجتماع فرصة للحصول التزامات ملموسة بشأن سلام دائم وحل الدولتين.

وتوصلت إسرائيل وحماس الخميس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن رهائن ومعتقلين بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين، على أن يوقع الاتفاق لاحقاً الخميس في مصر وفق مصدر فلسطيني مطلع على الملف.

وبالموازاة، يجتمع وزراء خارجية "الخماسية الأوروبية" (ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا) و"الخماسية العربية" (السعودية ومصر والإمارات والأردن وقطر)، فضلاً عن نظرائهم من الاتحاد الأوروبي وكندا وتركيا، في العاصمة الفرنسية لإجراء محادثات حول "اليوم التالي" للحرب.

ويعقد الاجتماع عند الساعة الخامسة بتوقيت باريس (15,00 ت غ) وقد خُطّط له قبل أيّام من الإعلان عن الاتفاق، ومن شأنه أن يسمح بمواصلة "الجهود التي تبذلها فرنسا منذ أشهر طويلة لوضع حدّ للحرب في غزة وتمهيد الطريق للسلام"، على ما قال مصدر دبلوماسي فرنسي.

ولا شكّ في أن آخر المستجدّات تغيّر المعادلة بعض الشيء لكنها "ترتدّ إيجاباً على الاجتماع في نهاية المطاف، إذ سيتسنّى للوزراء التركيز على الالتزامات الملموسة لما بعد الحرب"، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي أوروبي آخر.

ورأت الخارجية الفرنسية في بيان صدر الخميس أن هذا "سيسمح بالعمل على تنفيذ خطّة السلام وتفعيل المعايير الأساسية لـ+اليوم التالي+"، وهي الأمن والحكم وإعادة الإعمار.

"أنباء جيّدة جدّاً"

وأكّد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن إيطاليا "مستعدّة للمشاركة في تعزيز وقف إطلاق النار وإيصال مساعدات إنسانية جديدة والمساهمة في إعادة إعمار غزة"، مشيداً بـ"الأنباء الجيّدة جدّاً" الواردة من الشرق الأوسط.

وعلى الصعيد الأمني، يؤيّد الأوروبيون تشكيل بعثة دولية لارساء الاستقرار في غزة برعاية الأمم المتحدة، على أن تنقل المسؤوليات في مجال الأمن الداخلي تدريجاً إلى السلطة الفلسطينية في غزة بعد إجراء الأخيرة إصلاحاً واسعاً في صفوفها.

والهدف من هذه البعثة أن تحلّ محلّ الجيش الإسرائيلي وتعمل على نزع سلاح حركة حماس، تنفيذاً لما ورد في أحد بنود الخطّة الأمريكية للسلام.

وقال تاياني الخميس إن إيطاليا "مستعدّة لإرسال جنود في حال إنشاء قوّة سلام دولية".

وأعربت إندونيسيا أيضاً عن استعدادها للمشاركة في هذه البعثة.

وتركّز فرنسا من جهتها أكثر على تدريب قوّات الأمن الفلسطينية و/أو تقديم دعم مالي لها لتمويل تجهيزاتها مثلاً.

أما البلدان العربية، فهي "أبدت اهتماماً" ولم تُدلِ بعد بأيّ إعلانات ملموسة، بحسب دبلوماسيين أوروبيين. ويُنتظر منها أن تبلور موقفها في هذا الصدد.

وفي المجموع، "ثمة حاجة إلى عشرة آلاف عنصر من قوّات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لتأمين غزة بشكل ذاتي"، بحسب ما جاء في مستند عمل قدّمته فرنسا إلى الدول العربية في أيلول/سبتمبر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة اطلعت وكالة فرانس برس على نسخة منه.

"صرف الانتباه"

ولقيت المبادرة الفرنسية نقداً لاذعاً من إسرائيل التي اعتبرتها "في غير محلها ومضرّة"، بحسب ما كتب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في منشور على إكس الأربعاء.

وقال ساعر إن هذا الاجتماع "محاولة إضافية من الرئيس ماكرون لصرف الانتباه عن مشاكله الداخلية على حساب إسرائيل"، في إشارة إلى الأزمة السياسية الجديدة التي تواجهها فرنسا منذ الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو الاثنين.

أما الغائب الأبرز عن الاجتماع، فهو وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي أُعلن سابقاً حضوره. ولا تمثيل للولايات المتحدة حتّى الساعة، بالرغم من دورها الأساسي.

وتنصّ خطة ترامب على وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن جميع الرهائن ونزع سلاح الحركة وانسحاب القوات الإسرائيلية تدريجاً من القطاع.

كذلك، تنص على أن تدير شؤون غزة لجنة فلسطينية من التكنوقراط وخبراء دوليين بإشراف "مجلس السلام" الذي سيرأسه ترامب وسيكون بين أعضائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. ولن يكون لحماس أيّ دور في حكم غزة.

 

المصدر: فرانس برس 

 
 
Fly Erbil Advertisment