الشيخ علي حاتم سليمان: الشراكة مع بغداد صعبة.. والسُنّة بحاجة إلى مشروع سياسي حقيقي

أربيل (كوردستان 24)- في لقاء خاص أجرته كوردستان24 مع الشيخ علي حاتم سليمان، أمير قبائل الدليم، تحدث عن العلاقات بين إقليم كوردستان والعشائر السنية، وعن أوضاع العراق السياسية والانتخابات المقبلة، ورؤيته لمستقبل المكوّن السني.

كوردستان24: بدايةً الشيخ علي، ما طبيعة العلاقات الحالية بين العشائر العربية السنية وقيادة إقليم كوردستان؟

الشيخ علي حاتم سليمان: العلاقة بين العشائر العربية في الأنبار والقيادات الكوردية علاقة أخوّة حقيقية، وليست علاقة مصالح سياسية. هي علاقة مبنية على الصدق والثقة المتبادلة.

قيادة كوردستان وقفت معنا في أحلك الظروف، خصوصاً عندما سيطر الإرهاب على مناطقنا، واحتضنت أبناء محافظاتنا. هذه المواقف لا تُنسى، وهي دليل على أن مصير العرب السنة والكرد واحد.

كوردستان24: برأيكم، لماذا لم يُطبَّق الدستور العراقي بالشكل الصحيح رغم مرور أكثر من عقدين على كتابته؟

الشيخ علي حاتم سليمان: المشكلة ليست في الدستور، بل في من يدير الدولة. هناك من يتعامل بعقلية لا تؤمن بالتعايش ولا بالمواطنة.

القيادات المتنفذة في بغداد تتعامل مع العراق على أساس الانتماءات المذهبية والجغرافية، لا على أساس المواطنة. لذلك ضاعت الحقوق، وخاصة حقوق السنة، بسبب ضعف تمثيلهم وغياب المشروع السياسي الجاد.

كوردستان24: تُوجَّه أحياناً اتهامات لإقليم كوردستان أو وربما قد توجه نفس الاتهامات الى المحافظات السنية ايضا بأنها تستحوذ على “خيرات العراق” بعد التطور الذي تشهده مدينة الرمادي.. ما تعليقكم؟

الشيخ علي حاتم سليمان: هذه الاتهامات باطلة ومضحكة. من نهب خيرات العراق هو من يدير بغداد منذ عشرين سنة، حيث اختفت تريليونات الدولارات، بينما ما زالت المحافظات الجنوبية تئن تحت الفقر.

الإقليم والأنبار لم يأخذا شيئاً من أحد. بالعكس، نحن نُحاصر وتُحجب عنا الميزانيات. المشكلة في المركز الذي فشل في الإدارة والعدالة وتوزيع الثروات.

كوردستان24: هناك من يطالب بتفعيل مشروع “الأقاليم السنية”، هل تعتبرونه خياراً واقعياً اليوم؟

الشيخ علي حاتم سليمان: الأقاليم ليست مشروعاً انفصالياً، بل حق دستوري. هي وسيلة لإدارة المحافظات بقدراتها وصلاحياتها ضمن العراق الاتحادي.

من كتب الدستور هو من أدرج فكرة الأقاليم، واليوم نفسه يرفضها! هذه ازدواجية في الخطاب.

لكن المشكلة أن السنة يفتقرون إلى قيادة سياسية تمتلك مشروعاً واضحاً لتفعيل هذا الحق، لذلك يبقى الموضوع معطّلاً رغم أنه قانوني ودستوري.

كوردستان24: كيف تنظرون إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ هل تتوقعون أن تُحدث تغييراً فعلياً؟

الشيخ علي حاتم سليمان: بصراحة، لا أتوقع تغييراً حقيقياً. الوجوه نفسها والأحزاب نفسها ستعود مجدداً، وستُجدَّد رخص الفساد كما في كل مرة.

أنا لا أدعو إلى المقاطعة، لكن أدعو إلى وعيٍ انتخابي. على الناس ألا يمنحوا أصواتهم للفاسدين الذين خذلوهم طوال 23 عاماً.

كوردستان24: ما أبرز التحديات التي يواجهها المكوّن السني اليوم؟

الشيخ علي حاتم سليمان: المشكلة الأساسية هي غياب القيادة الموحدة وافتقارنا لمشروع سياسي يحمل قضيتنا.

هناك ملفات حساسة مثل المغيبين، والنازحين، وتعويض المتضررين، لم تُعالج بشكل جدي.

كثير من الأهالي عادوا إلى مناطقهم، لكنهم لم يجدوا بيوتهم أو أراضيهم، وبعضها صودر أو تسيطر عليه جماعات مسلحة. هذه ليست بيئة للاستقرار ولا للعدالة.

كوردستان24: ماذا عن السلاح المنتشر في المناطق العشائرية؟

الشيخ علي حاتم سليمان: السلاح جزء من ثقافة العشائر، لكنه سلاح دفاع لا اعتداء. العشائر قاتلت الإرهاب وقدّمت الشهداء، ولا تحتاج إلى دروس في الوطنية.

المشكلة في غياب الدولة القوية القادرة على ضبط السلاح وتنظيمه. عندما تغيب الدولة، يظهر دور العشيرة، وهذا طبيعي.

كوردستان24: وموقفكم من قانون الحشد الشعبي؟

الشيخ علي حاتم سليمان: الفكرة بحد ذاتها خاطئة. لا يمكن أن تُشرعن الميليشيات بقانون واحد وتمنحها غطاءً رسمياً، خصوصاً أن بعض عناصرها متورطون بجرائم وانتهاكات.

إذا أُريد للحشد أن يكون مؤسسة وطنية، فعلى الحكومة أن تنظّفه من الفصائل الخارجة عن القانون أولاً، وتعيد بناءه ضمن منظومة الدولة لا خارجها.

كوردستان24: هل تفكرون بالانخراط في العمل السياسي مستقبلاً؟

الشيخ علي حاتم سليمان: أنا لست طالب منصب ولا أبحث عن مقعد في البرلمان. مكانتي الاجتماعية كافية. لكن هذه المكانة يجب أن تُوظَّف لخدمة الناس.

ما أطالب به هو وجود مشروع سياسي سنّي واضح يحمل قضيتنا ويدافع عنها. بدون ذلك سنبقى ندور في الحلقة نفسها.

كوردستان24: ما رسالتكم الأخيرة لأبناء الأنبار والعراقيين عموماً؟

الشيخ علي حاتم سليمان: رسالتي أن يتحلّى الناس بالوعي والمسؤولية. كفى وعوداً فارغة وشعارات. اليوم المواطن يريد خدمات، وتعويضات، وعدالة.

لقد تعبنا من الشعارات الطائفية. العراق لن ينهض إلا إذا تغيّرت العقليات التي حكمت منذ 23 عاماً وأفسدت البلاد.

أجرى الحوار: عبدالحميد زيباري - كوردستان24 - الرمادي – العراق

 
Fly Erbil Advertisment