رئيس الحكومة خلال وضع الحجر الأساس لمعهد الأزهر بأربيل: كوردستان ستظل واحة للتعايش والتآخي بين سائر الأديان والمعتقدات

أربيل (كوردستان24)- بحضور رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، جرت اليوم الأحد 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2025، مراسم وضع الحجر الأساس لمعهد الأزهر، بالتزامن مع الاحتفاء بتخريج دفعة جديدة من طلاب معهد الأئمة والخطباء في أربيل، وذلك في مراسم حضرها ممثل عن جامعة الأزهر وعدد من كبار رجال الدين والأكاديميين.

وفي مستهل كلمته التي ألقاها بالمناسبة، توجّه رئيس الحكومة بأصدق التهاني إلى الخريجين، معرباً عن تمنياته لهم بالتوفيق والسداد في مسيرتهم المقبلة، وأن يكونوا منارات هداية وقدوة حسنة في مجتمعاتهم، حاملين لواء رسالتهم المقدسة في إمامة الناس وإرشادهم من على المنابر.

ونوّه رئيس الحكومة بالدور التاريخي الذي نهض به علماء الدين في مسيرة تحرر شعب كوردستان، مشيداً بإسهاماتهم الجليلة في صون وإثراء اللغة والأدب والثقافة الكوردية، وذكر بأن صفحات التاريخ الكوردي تزخر بأسماء قادة ومفكرين وشعراء انطلقوا من خلفياتهم الدينية ليكونوا طليعة المدافعين عن حقوق أمتهم المشروعة، ورواداً في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي في مواجهة الفكر المتطرف.

وانطلاقاً من هذا الإرث، جدد رئيس الحكومة تأكيده على الاحترام العميق والتقدير الكبير الذي تكنّه الحكومة لعلماء الدين، متمنياً لهم النجاح في أداء واجبهم المقدس في تنوير المجتمع ورفع وعيه، وتوطيد ثقافة التعايش بين جميع مكونات الإقليم، وإشاعة روح المحبة والتسامح.

وفيما يتعلق بالمشروع الجديد، أكد رئيس الحكومة أن تشييد معهد الأزهر سيشكل رافداً محورياً لترسيخ المنهج المعتدل الذي طالما اشتهرت به جامعة الأزهر العريقة في العالم الإسلامي، مقدماً جزيل الشكر لجامعة الأزهر على تعاونها المثمر ودعمها لهذا الصرح العلمي.

كما تطرق رئيس الحكومة إلى عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين مصر والأزهر وكوردستان، مستذكراً عهد القائد صلاح الدين الأيوبي الذي شهد توطيد هذه العلاقات وبروز شخصيات كوردية فذة في مصر. وفي دلالة على هذا العمق الحضاري، أشار إلى أن القاهرة كانت مهداً لأول صحيفة كوردية حملت اسم "كُردستان"، والتي أبصرت النور قبل 127 عاماً. وأضاف أن للقائد الأيوبي دوراً بارزاً في تطوير الأزهر الذي احتضن لاحقاً (رواق الأكراد)، شاهداً على هذا التواصل المتين.

واختتم كلمته بتوجيه رسالة قلبية إلى علماء الدين الأجلاء، أعرب فيها عن عميق شكره لصمودهم وتفانيهم ومواقفهم الوطنية المشهودة إلى جانب شعبهم وقوات البيشمركة. وناشدهم، ولا سّيما جيل الشباب منهم، مواصلة حمل رسالة الاعتدال، والتصدي بحزم لخطابات التطرف والكراهية، وتقديم الصورة الحقيقية للإسلام كدين للمحبة والسلام. وأكد أن كوردستان ستظل على الدوام واحة للتعايش والتآخي بين كافة الأديان والمعتقدات، داعياً إلى مواصلة السير على هذا النهج القويم نحو مستقبل أكثر أمناً ورخاءً.

 
 

 
 
 
 
 
 
Fly Erbil Advertisment