مقابر مستعملة.. بلدة فرنسية تعيد تدوير القبور لتخفيض تكاليف الدفن

أربيل (كوردستان 24)- قررت بلدية "بوِيه" الصغيرة الواقعة في مقاطعة "لو إي غارون" جنوب غربي فرنسا، إطلاق مشروع غير مألوف يهدف إلى إعادة تدوير القبور القديمة وطرحها للبيع مجددًا أو منحها مجانًا للعائلات ذات الدخل المحدود.

ورغم أن الفكرة قد تبدو صادمة للبعض في البداية، إلا أن السلطات المحلية تؤكد أن الهدف الأساسي هو "تحقيق العدالة الاجتماعية أمام الموت"، بعيدًا عن أي مكاسب مالية.

ذكرت صحيفة "كابيتال" أن المشروع جاء تزامنًا مع صدور كتاب مثير للجدل في فرنسا بتاريخ 17 أكتوبر/تشرين الأول، يسلط الضوء على الانحرافات التجارية في قطاع الجنازات.

وتوضح البلدية أن المبادرة تهدف إلى تخفيف الأعباء المالية عن الأسر الفقيرة وليست موجهة للربح، وفق صحيفة العين.

ويشرح المدير العام لخدمات البلدية أن معظم عقود المقابر في فرنسا ليست دائمة، إذ تمتد عادةً بين 30 و50 عامًا فقط، وبعد انتهاء المدة تعود ملكيتها للبلدية، مضيفًا: "الناس يظنون أن القبور أبدية، لكنها ليست كذلك".

إجراءات دقيقة قبل إعادة الاستخدام 

تخضع القبور القديمة لتحقيق دقيق قبل إعادة استخدامها، يشمل وضع إشعار على القبر، وإرسال رسائل مسجلة للورثة المحتملين، وبذل كل جهد ممكن للتواصل مع العائلة.

وبعد استنفاد جميع الوسائل، تُعاد القبور إلى حالتها اللائقة، بينما تُنقل رفات الموتى إلى مقبرة جماعية مخصصة لذلك.

ويؤكد المسؤولون أن كل الرموز الشخصية والنقوش القديمة تُزال لضمان بقاء المقابر "محترمة ومهيبة"، وأنها لا تُباع خارج حدود البلدة.

دفن كريم بأسعار منخفضة

يقول رئيس البلدية، باسكال لوغيه، إن الهدف هو "إتاحة الدفن الكريم للجميع"، مشيرًا إلى أن بعض القبور الفخمة، التي قد تكلف بين 10 و12 ألف يورو، يمكن منحها مجانًا للعائلات ذات الدخل المحدود، أي الذين يقل دخلهم الشهري عن 800 يورو.

أما باقي العائلات، فيمكنها الحصول على قبر معاد التدوير بسعر لا يتجاوز 1000 يورو، إضافة إلى رسوم التخصيص التي تتراوح بين 650 و850 يورو بحسب مدة العقد. وحتى الآن، خضعت 15 قبرًا لهذا النظام، وأبدت عائلتان اهتمامهما بالاستفادة منه.

ويشدد لوغيه على أن البلدية لا تسعى للربح، بل إلى "الاستجابة لحاجة إنسانية حقيقية بكرامة واحترام".

 
Fly Erbil Advertisment