رحيل الصحفي البريطاني ديفيد هيرست... صديق الكورد الذي وثّق نضالهم

أربيل (كوردستان 24)- غيّب الموت الصحفي البريطاني المخضرم ديفيد هيرست، أحد أبرز مراسلي صحيفة "الغارديان" وصوتًا إعلاميًا بارزًا دافع طويلًا عن القضية الكوردية، عن عمر يناهز 89 عامًا.
وتوفي هيرست في 22 سبتمبر 2025 في فرنسا بعد صراع مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا صحفيًا غنيًا في تغطية شؤون الشرق الأوسط.
اشتهر هيرست، الذي وُلد عام 1936، بتقاريره المعمقة التي امتدت لنحو أربعة عقود، كرّسها لتغطية الأحداث المضطربة في الشرق الأوسط لصالح "الغارديان".
ويُعد كتابه الشهير "البندقية وغصن الزيتون" من أهم المراجع التي حللت الصراع العربي الإسرائيلي. وبسبب جرأته الصحفية والتزامه بالحياد، مُنع من دخول عدة دول في المنطقة، من بينها العراق وسوريا ومصر.
ارتباط عميق بالقضية الكوردية
لم تكن علاقة هيرست بالكورد عابرة، بل كانت ارتباطًا وثيقًا بقضيتهم. ففي تقاريره ومقالاته العديدة، سلّط الضوء باستمرار على الظلم الذي تعرض له الشعب الكوردي ونضاله من أجل حقوقه وتقرير مصيره.
وتُعد شهادة سيامند بنا، الذي كان مترجمًا للزعيم الكوردي التاريخي الملا مصطفى بارزاني، دليلًا حيًا على هذا الارتباط. يروي بنا كيف شهد اللقاءات التي جمعت هيرست بالبارزاني.
مؤكدًا أن الصحفي البريطاني زار كوردستان مرتين في عام 1974 لإجراء مقابلات حصرية مع الزعيم الكوردي.
كانت الزيارة الأولى في صيف ذلك العام، في ذروة الثورة الكوردية، حيث مكث هيرست أسبوعًا كاملاً وأعدّ تقريرًا مفصلاً. ثم عاد مرة أخرى في شهر أغسطس من العام نفسه في زيارة استمرت أسبوعين.
وخلال هاتين الزيارتين، لم يلتقِ هيرست بالملا مصطفى بارزاني فحسب، بل أجرى حوارات أيضًا مع نجليه، إدريس ومسعود بارزاني.
وبحسب سيامند بنا، كان هيرست معجبًا بشدة بشخصية الملا مصطفى بارزاني وقدرته القيادية.
وفي المقابل، رأى الزعيم الكوردي في هيرست صحفيًا محترفًا وموضوعيًا، ومنحه وقتًا ثمينًا لإجراء مقابلة استمرت أكثر من ساعة ونصف، وهو أمر نادرًا ما كان يفعله.
وقد استمرت هذه العلاقة لاحقًا من خلال لقاءات جمعت بنا وهيرست في فندق "ذا كليرمونت" بلندن خلال فترتي الثمانينيات والتسعينيات.
وقد خلّف رحيل ديفيد هيرست حزنًا عميقًا في الأوساط الكوردية والإعلامية.
ونعاه مسؤولون في حكومة إقليم كوردستان، واصفين إياه بأنه "أحد أكثر الكُتاب والمحللين احترامًا في شؤون الشرق الأوسط، وصاحب علاقة وثيقة بالكورد".
لقد ظل هيرست طوال مسيرته صوتًا مدافعًا عن حق الكورد في إقامة دولتهم، معتبرًا أن مصيرهم ظل ضحية للسياسات الإقليمية والدولية.
تقرير: دلوفان عمادالدين – كوردستان24 – لندن