انتشار نبتة الداتورة السامة يثير القلق في الحبانية والجهات المعنية تبدأ بإجراءات مكافحتها
أربيل (كوردستان24)- تشهد مناطق واسعة من قضاء الحبانية في محافظة الأنبار انتشارًا مقلقًا لنبتة الداتورة السامة، التي غطّت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والمناطق المهجورة، وسط تحذيرات من مخاطرها على حياة السكان وخصوصًا الأطفال والطلبة، بعد تسجيل حالات تسمم نتيجة ملامستها أو تناولها عن طريق الخطأ.
وقال عدد من سكان الحبانية في حديثهم لكوردستان24 إن هذه النبتة بدأت بالانتشار بسرعة في الأشهر الأخيرة، لاسيما في المناطق الصحراوية المحيطة بالقضاء، مشيرين إلى أن الطلاب بدأوا يتغيبون عن المدارس خوفًا من الإصابة بالتسمم.
أحد المواطنين قال: "نبتة الداتورة غزت مناطقنا بشكل غير مسبوق، ونحن نعيش حالة قلق حقيقية، خصوصًا على الأطفال. نطالب وزارة الصحة والجهات المعنية بإيجاد حل عاجل قبل أن تتفاقم المشكلة."
وأضاف آخر: "بدأنا نلاحظ إصابات بين بعض الأهالي ممن اقتربوا من النبتة أو حاولوا إزالتها بأيديهم. يجب التحرك بسرعة قبل أن تتحول إلى كارثة بيئية وصحية."
من جانبها، أعلنت مديرية بيئة الحبانية عن وضع خطة عاجلة للقضاء على النباتات السامة المنتشرة في القضاء، وعلى رأسها نبتة الداتورة، من خلال حملات ميدانية تشمل قلعها وحرقها في مواقعها الأصلية، مع اتخاذ إجراءات وقائية لمنع ملامستها.
وأوضح مسؤول في المديرية أن عمليات الإزالة تُنفذ بالتنسيق مع دوائر الزراعة والبلديات والشرطة المحلية، وبإشراف لجان مشتركة من الجهات البيئية والصحية، مؤكدًا أن هذه الحملات تراعي معايير السلامة البيئية في جميع مراحل العمل.
"نبتة الداتورة من أخطر النباتات السامة في العالم، تحتوي على مركّبات تسبب الهلوسة وفقدان الوعي، وقد تؤدي إلى الوفاة في حال تناولها"، بحسب توضيحات دائرة البيئة.
وتُشير المعلومات إلى أن النبتة تنمو في الأجواء المعتدلة خلال فصلي الخريف والربيع، وتتكاثر سريعًا في المناطق المهجورة والأراضي الرملية.
ويؤكد المختصون أن مكافحة النبتة لا تقتصر على الإزالة الميدانية فقط، بل تتطلب حملة توعية واسعة لتحذير الأهالي من مخاطرها وطرق التعامل الآمن معها.
وفي وقتٍ تتواصل فيه جهود الجهات المعنية لمكافحة هذه الظاهرة، يبقى الخطر قائمًا في انتظار خطة مستدامة للسيطرة على النباتات السامة وحماية السكان من آثارها الصحية الخطيرة.
من الأنبار – محمد الدليمي / كوردستان24