خوفاً من انهيار حكومته.. تقرير يكشف: نتنياهو ألغى زيارة شرم الشيخ بضغط من حلفائه المتطرفين

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

أربيل (كوردستان 24)- في كشف يسلط الضوء على الديناميكيات الهشة داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن السبب الحقيقي وراء إلغاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاركته المفاجئة في مؤتمر شرم الشيخ، مؤكدة أن القرار لم يكن وليد تهديدات خارجية، بل نابعًا من ضغوط داخلية قوية هددت بإسقاط حكومته.

يقود بنيامين نتنياهو واحدة من أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، وهو تحالف يعتمد بشكل كبير على دعم أحزاب اليمين الديني المتطرف، وعلى رأسها حزبا "الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلئيل سموتريتش، و (القوة اليهودية) بقيادة إيتمار بن غفير.

يُعرف الوزيران بمواقفهما المتشددة ورفضهما القاطع لأي تسوية قد تفضي إلى حل الدولتين، ويعتبران أي مشاركة إسرائيلية في قمم إقليمية تضم الجانب الفلسطيني بمثابة تنازل وخيانة لمبادئهما.

تفاصيل الرواية الحقيقية

وفقًا للتقرير، الذي استند إلى تحقيقات الصحافي الاستقصائي المرموق رونين بيرغمان، فإن الروايات التي تم تداولها حول أسباب الغياب كانت مجرد ستار لإخفاء الحقيقة.

فقد تم نفي الشائعات التي تحدثت عن تهديدات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. كما تم تفنيد الادعاء الرسمي بأن أحزاب "الحريديم" المتدينة اعترضت على الزيارة لتزامنها مع "عيد العرش".

السبب الحقيقي، كما يكشف التقرير، كان إنذارًا واضحًا وجهه سموتريتش وبن غفير لنتنياهو، حيث هددا بالانسحاب الفوري من الحكومة في حال مشاركته، معتبرين أن مجرد حضور المؤتمر يمثل عودة خطيرة لمسار المفاوضات القائم على حل الدولتين.

مسرحية دبلوماسية لم تكتمل

ويضيف التقرير بعدًا آخر للقصة، حيث كشف أن الدعوة التي تلقاها نتنياهو كانت تتعلق بحدث محدد ضمن فعاليات المؤتمر، وهو مرافقة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب في رحلة مشتركة من مطار اللد إلى القدس، حيث كان من المقرر أن يلقي ترامب خطابًا.

كانت الترتيبات قد اكتملت بالفعل بموافقة مصرية، وأمر نتنياهو بتجهيز طائرة الرئاسة.

لكن في اللحظات الأخيرة، وقبل إقلاع الطائرة، جاء التدخل الحاسم من بن غفير وسموتريتش. وأمام خطر انهيار ائتلافه الحكومي، وجد نتنياهو نفسه مضطرًا للتراجع وإلغاء الرحلة، خوفًا على مستقبله السياسي والشخصي.

تُظهر هذه الحادثة مدى النفوذ الذي يمارسه اليمين المتطرف على عملية صنع القرار في إسرائيل، وتكشف أن بقاء نتنياهو في السلطة بات مرهونًا بإرضاء شركائه الأكثر تشددًا، حتى لو كان ذلك على حساب فرص دبلوماسية هامة ومكانة إسرائيل على الساحة الدولية.

لم يكن غياب نتنياهو عن شرم الشيخ قرارًا سياديًا، بل كان استجابة لابتزاز سياسي داخلي، مما يطرح سؤالًا جوهريًا حول من يمسك بزمام الأمور الحقيقية في القدس. 

نقلا عن جريدة الشرق الأوسط اللندنية

 
Fly Erbil Advertisment