صالح المطلك لكوردستان24: العملية السياسية في العراق فقدت توازنها.. والتغيير القادم سيكون للأسوأ

تحية طيبة مشاهدينا الكرام من بغداد، وأهلاً بكم في لقاءٍ جديد من سلسلة حوارات كوردستان24.

ضيفنا لهذا المساء هو الدكتور صالح المطلك، رئيس جبهة الحوار الوطني، وأحد أبرز الشخصيات السياسية السنية في العراق بعد عام 2003.

في هذا اللقاء، نفتح معه ملفات العلاقة بين القوى السنية والكوردية، ومستقبل العملية السياسية، والانتخابات المقبلة، إضافة إلى ملفي المغيبين والسلاح المنفلت.

أهلاً وسهلاً بكم دكتور على شاشة كوردستان24.

العلاقات الكوردية – السنية

المذيع:

نبدأ من العلاقة بينكم وبين القوى الكوردية منذ عام 2003 وحتى اليوم، كيف تصفونها؟

صالح المطلك:

مرت العلاقة مع الإخوة الكورد بفترات من التوتر وسوء الفهم، لكنها اليوم أكثر نضجاً وتفهماً.

اللقاءات المتكررة مع الرئيس مسعود بارزاني، ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، ورئيس الحكومة مسرور بارزاني، ساهمت في بناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم السياسي.

نعم، اختلفنا في البداية على عدد من الملفات، لكننا أدركنا لاحقاً أن المشتركات بين العرب والكورد أهم من نقاط الخلاف، فتركنا ما يُفرّقنا وركّزنا على ما يخدم مصلحة الجميع.

تهميش السنة بعد 2003

المذيع:

هناك من يرى أن القوى السنية لم تكن حاضرة بقوة في العملية السياسية بعد 2003، بخلاف الكورد والشيعة. ما تعليقكم؟

المطلك:

هذا صحيح. تم تهميش السنة بشكل واضح بعد 2003، نتيجة الاتفاق الاستراتيجي بين القوى الكوردية والشيعية آنذاك، والذي منح الكورد ما أرادوه في الدستور، مقابل تمكين القوى الشيعية من السيطرة على الحكم.

أما السنة، فتم إقصاؤهم عن مواقع القرار.

ومع مرور الوقت، سعينا إلى إعادة التوازن من خلال الحوار والتفاهم، لأننا نؤمن أن العراق لا يُدار بمصلحة مكوّن واحد.

الدستور والملفات الخلافية

المذيع:

هل ما زالت هناك خلافات مع القوى الكوردية حول الدستور أو النفط أو الموازنة؟

المطلك:

لا توجد خلافات مباشرة اليوم، لكن المشكلة في الدستور نفسه، الذي صيغ على أساس تفاهمات مرحلية لا على مبادئ دائمة.
ولهذا السبب نحتاج إلى حوار وطني جديد يعيد صياغة العلاقة بين المكونات على أساس العدالة والتوازن الحقيقي.

الانقسام السني وفقدان التوازن السياسي

المذيع:

لماذا لا تزال القيادات السنية غير موحدة حتى اليوم؟

المطلك:

العمل السياسي تحوّل إلى صراع مصالح لا إلى مشروع وطني.

انتشر الفساد، وصارت السياسة سوقاً للغنائم والمناصب.

بعض القوى السنية تحالفت مع أطراف شيعية لأسباب مصلحية، مما أضعف الموقف السني العام.

نحن اليوم في أضعف مراحلنا السياسية بسبب غياب القيادة الموحدة والرؤية الوطنية.

الانتخابات والمال السياسي

المذيع:

كيف تنظرون إلى الانتخابات المقبلة؟

المطلك:

للأسف، لا أتوقع تغييراً إيجابياً.

المال السياسي أصبح هو الحاكم، والمقاعد تُشترى بمليارات الدنانير.

الانتخابات فقدت شفافيتها، والمشاركة الشعبية في بعض المناطق السنية لا تتجاوز 20%.

لذلك أقولها بصراحة: البرلمان القادم سيكون أضعف من الحالي، لأن المنافسة لم تعد شريفة.

العلاقة مع أربيل

المذيع:

لماذا نرى تشدداً من بعض النواب تجاه الإقليم، بينما يتساهلون في ملفات بغداد؟

المطلك:

لأن هناك صفقات سياسية داخل بغداد، تُبنى على تبادل المصالح، بينما يُستخدم ملف الإقليم كورقة ضغط.

أنا ضد أي خطوة تمسّ حقوق المواطنين ورواتبهم، سواء كانوا أكراداً أو عرباً أو مسيحيين.

الخلافات يجب أن تُحل بين القادة السياسيين لا على حساب الناس.

الدعوات لتشكيل إقليم سني

المذيع:

تتكرر الدعوات لتشكيل إقليم سني، كيف ترون هذه الفكرة؟

المطلك:

المفارقة أن من دعا للفدرالية أولاً هم السياسيون الشيعة، بينما رفضها السنة.

اليوم تغيّر المشهد، لكن القوى المهيمنة على الحكم لن تتنازل عن صلاحياتها.

لو كنا ندرك منذ البداية أن الحكم سيتحول إلى نظام إقصائي مركزي، لقبلنا بالفدرالية منذ عام 2005.

ملف المغيبين

المذيع:

ماذا عن المغيبين من أبناء المناطق السنية؟

المطلك:

للأسف، أحد رؤساء الحكومات قال لنا حرفياً: "ابحثوا عنهم في نهر دجلة."

وهذا يعني أنهم تمت تصفيتهم.

طالبنا مراراً بإبلاغ عائلاتهم وتعويضهم، لكن الملف يُفتح في المفاوضات ويُغلق بعد تشكيل الحكومة.

إنها مأساة إنسانية يجب أن تُحل بصدق وعدالة.

السلاح المنفلت وخطر الميليشيات

المذيع:

هل يمكن للحكومة السيطرة على السلاح المنفلت؟

المطلك:

الحكومة بمفردها لا تستطيع.

وجود تشكيلات موازية للجيش خطر كبير على الدولة.

إذا استمر تمرير قانون الحشد الشعبي بصيغته الحالية، فإن العملية السياسية مهددة بالانهيار، لأن بعض الفصائل متهمة بالإرهاب ولا يجوز تشريعها رسمياً.

الخاتمة

المذيع:

دكتور صالح المطلك، شكراً لكم على صراحتكم ومواقفكم الواضحة.

المطلك:

أشكركم، وأتمنى أن تكون هذه الحوارات بدايةً لتصحيح المسار السياسي في العراق.

المذيع:

شكراً لمتابعتكم، وإلى لقاءٍ آخر من بغداد عبر كوردستان24.

 
Fly Erbil Advertisment