أنقرة تشيد بإعلان حزب العمال الكوردستاني سحب قواته من الأراضي التركية
أربيل (كوردستان 24)- أشادت تركيا الأحد بإعلان حزب العمال الكوردستاني سحب مقاتليه من الأراضي التركية، معتبرة ذلك "نتيجة ملموسة" للجهود الرامية إلى إنهاء النزاع الذي استمرّ أكثر من أربعة عقود.
وقال عمر جيليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعّمه الرئيس رجب طيب إردوغان "مع التطورات التي حصلت اليوم، فإن قرار حزب العمال الكوردستاني بالانسحاب من تركيا والإعلان عن خطوات جديدة نحو عملية نزع السلاح هما نتيجتان ملموستان للتقدم الذي تم إحرازه".
وأعلنت حركة حرية كوردستان وهي حزء من حزب العمال الكوردستاني اليوم الاحد، في بيان، عن انسحاب قواتها من الأراضي التركية، في خطوة وصفتها بـ"التاريخية"، تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثانية من مسار السلام والمجتمع الديمقراطي، وذلك عملاً بقرارات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكوردستاني (PKK).
وقالت الحركة في بيانها إن الحروب والصراعات في الشرق الأوسط شكّلت "تهديداً جدياً لمستقبل الكورد وتركيا"، وهو ما دفع نحو بدء مسار جديد أطلقه عبدالله أوجلان في 27 شباط 2025، تحت شعار "السلام والمجتمع الديمقراطي"، بدعمٍ من الرئيس التركي ورئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي.
وأضاف البيان أن الحركة، ومنذ ذلك النداء، اتخذت خطوات كبيرة خلال الأشهر الثمانية الماضية، أبرزها إعلان وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار في الأول من آذار (مارس) بهدف تهيئة بيئة هادئة للحوار.
وأوضح البيان أن المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، الذي عُقد بين 5 و7 أيار 2025، أقرّ سلسلة من القرارات المصيرية، أبرزها حلّ البنية التنظيمية العسكرية للحزب وإنهاء استراتيجية الكفاح المسلح، مع التأكيد على أن تنفيذ هذه القرارات يجب أن يتم بإشراف مباشر من القائد عبدالله أوجلان.
وفي 11 تموز (يوليو) الماضي، أعلن أوجلان عن تشكيل مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي المؤلفة من 30 عضواً برئاسة المشتركة بسي هوزات، والتي نظّمت مراسم رمزية لإحراق الأسلحة تأكيداً على الدخول في مرحلة جديدة من العمل السياسي السلمي.
وبيّن حزب العمال الكوردستاني أن قرار الانسحاب يتضمن إعادة تنظيم القوات داخل الحدود التركية في المناطق التي قد تشهد مخاطر تصعيد أو استفزازات محتملة، مع اتخاذ إجراءات احترازية لتفادي أي اشتباك.
وأشار البيان إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تفعيل قانون التحول الخاص بحزب العمال الكوردستاني، بوصفه الإطار القانوني الذي يتيح للحزب الانخراط في الحياة السياسية الديمقراطية، وضمان مشاركته في مسار الحرية دون عراقيل.
الصراع الكوردي التركي هو نزاع مسلح طويل الأمد بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني (PKK)، بدأ في السبعينيات وتصاعد في عام 1984، مع مطالب أولية بالانفصال لتأسيس كوردستان مستقلة، قبل أن تتحول إلى السعي نحو الحكم الذاتي وحقوق ثقافية وسياسية أوسع للكورد داخل تركيا.
ولعب الرئيس مسعود بارزاني والقيادة الكوردية في اقليم كوردستان العراق دورًا محوريًا في الصراع الكوردي التركي، حيث سعى الرئيس بارزاني إلى التوفيق بين الأطراف عبر جهود الوساطة، خاصةً من خلال استغلال علاقاته القوية مع الأحزاب الكوردية في تركيا وتركيا نفسها، مدفوعًا بمصلحة إقليم كوردستان في إنهاء الصراعات الإقليمية وضمان أمنه واستقراره، مع مواجهة توترات داخلية محتملة مع حزب العمال الكوردستاني
وانهارت محادثات سلام بين أنقرة والمنظمة عام 2015، مما أدى إلى استئناف الصراع الذي قتل فيه أكثر من 40 ألف شخص. ويقبع أوجلان منذ اعتقاله في سجن على جزيرة بالقرب من إسطنبول.
